سَيكولوﭽيـة المشاعر

(سَيكُولوﭽيـاتْ)

سَيكولوﭽيـة المشاعر



***
ما الذي يجعل مشاعرنا تنجرف وراء مشاعر الآخرين فنفرح لفرح هؤلاء ونحزن لحزنهم ويلين القلب لمصابهم ؟.. شخصيات نعجب بها كثيراً ونرسم لها صورة لا تحتاج لتجسيد لأن ما نعرفه عنها وما نتلمسه من خلال وجودها يوضح لنا الكثير من معالم الشكل والكيان وتسكن بداخلنا ويحدث التواصل المعنوي بين القلوب ..

يتملكنا وابل من المشاعر والأحاسيس الصادقة لدى من نحب ومن نصادق ومن نشاركهم الحياة بمتعها ومتاعبها .. بما تحمله من شتى الأحداث..

تتآلف القلوب فتتوحد المشاعر .. ما يؤرقني يؤرقه .. وما يسعدني يسعده..

قد تكون توحد هذه المشاعر مصدراً للسعادة لا مثيل له .. راحة للقلب وطمأنينة للنفس.. ولا تتوقف فقط على الحب الشخصي بين حبيبين كرجل وأنثى وإنما تمتد إلى حب أكبر قد يكون حب ف الله بين اثنين أو أكثر من المسلمين لمجرد الأخوة في الإسلام قد تكون من أجل الرفقة والصداقة .. سواء على بعد أو قرب ..

قد يرق القلب لأناس لم نعرفهم قبل ذلك ولكن لمجرد رؤيتنا لمشاعرهم سواء بالحزن أو الفرح تتضامن معهم مشاعرنا وتتحد وتتوج بصدق الإحساس..

ولكن سرعان ما تزول بعض هذه الروابط بين المشاعر في بعض الأحيان ..

هل هي أمور مؤقتة أو أحاسيس استثنائية أم أنها توجد باستمرار ولكنها تحتاج إلى مثيرات ودوافع لتنشط ؟!.. نثور لما يحدث في الأقصى وللمسلمين وسرعان ما تهدأ تلك الثورة وتنشغل قلوبنا وأفئدتنا بأمور مختلفة تماماً وبعيدة كل البعد عما ثرنا لأجله كحالنا من قبل مع الكثير من الأحداث ..

قد تتحكم في مشاعرنا بعض الصلات كالدين الواحد كالإسلام أو القرابة على سبيل المثال فتتجمل المشاعر بين الأم وطفلها وبين الأب وابنته .. بين الزوج وزوجته .. بين الصديق وصديقه.. وعلى جانب آخر قد نرى الجحود من ابن تجاه والديه ..إلخ

الإنسان بطبعه مستودع لمختلف أنواع المشاعر تتجاوب معه مشاعره حسب الموقف الذي يواجهه أو حسب القرار الذي يتخذه فعلى سبيل المثال عندما تقرر أن هذا الشخص لا يستحق الرحمة والرأفة به لمجرد موقف أوحى لك بذلك فتجد مشاعرك تترجم دائماً بالقسوة تجاهه ولا ترى منه إلا ما يؤكد معتقداتك ورؤيتك..
..............