في وطأة العمل وعند الساعة العاشرة صباحا إذا برجل مسن معه طفل في العاشرة من عمره في حالة غيبوبة. واستقبلناه وسألته ما بال الفتى قال لا ادري ناولته ليلة أمس دوائه و في الصباح حاولت ايقاضه لكن بدون جدوى. فاستفسرت عن طبيعة الدواء فتبين أن العجوز المسكين ارتكب خطا مميتا )كان احد الأطباء قد وصف للفتى دواء ين لداءين مختلفين في احدهما يؤخذ الدواء جرعة واحدة يعني يشرب القنينة كلها والدواء الثاني كان نوع من المنومات ( حيث التبس عليه الأمر وقام بالعكس أي أعطى للفتى قنينة المنوم كلها وهي سامة وقاتلة عند تجاوز الجرعة المسموح بها.
طمأنت الجد وطلبت منه الانتظار خارجا وبأننا سنقوم باللازم.
استدعيت الطبيب المسئول واحد الممرضين المناوبين وشرحت له الحالة. أتدرون ماذا فعل الطبيب بكل بساطة وبرودة دم نظر إليه وفحص عينيه ثم انصرف.
وقلنا للممرض المناوب )الطلبة المتدربين( هل سنبقي أيدينا مكثوفة في انتظار مفارقته للحياة هذه حالة تسمم ويلزمه غسيل معدة واوكسيجين و ..و.. وقال كما ترون القسم خال من كل شيء لا أدوية ولا شيء والممرض المشرف مسافر ولم يتبقى في عهدتي شيء لكنني سأتصرف. ما أغضبني أن غالبية الإجراءات تستدعي أمر طبي ولكنه قال افعلوا ما شئتم بانصرافه عنا .
علميا كنا نعي أن حالته في مرحلة متأخرة ولابد أن كليتاه قد أتلفتا فقد مرت اكثر من 12 ساعة على الحادثة . لكن قلنا رحمة الله واسعة وربما مازال في العمر بقية.
المهم قمنا بما قدره الله لنا من غسيل للمعدة ونقل للسوائل ومراقبة بيولوجية ولاحظت أن ضغطه ينخفض وأخبرت الطبيب بذلك لكنه قال لي أعيدي قياسه واخذ يريني كيف. وقلت له أنا طالبة في السنة الأخيرة وتعتقد أنني لا اعرف كيف يقاس الضغط الدموي الفتى يموت ونحن لا نتحرك )طبعا قصدته هو بكلامي( فاصفر وجهه واخذ مني الجهاز وحاول قياسه بنفسه وقال لي كم وجدتي فأجبته وصمت.
وليزيح عن نفسه أي إحساس بالذنب اتصل بقسم الإنعاش الأمر الذي وجب القيام به منذ اللحظة الأولى لكن الطبيب المسئول رفض استقباله بحجة أن القسم ممتلئ وليس به سرير شاغر وان الفتى ميت لا محالة فقد تأخروا في إحضاره.
جلسنا بقربه محاولين ايقاضه أملا منا في ألا يتوغل أكثر في غيبوبته وفجأة توقف قلبه أسرعنا بإنزاله للأرض لإجراء التنفس الاصطناعي و عمل ماساج للقلب. الممرض المناوب يجري التنفس وأنا اعمل ماساج للقلب لكن دون فائدة وظللت اضغط واضغط 1.. 2 .. 3 .. 4 .. 5 وسمعت صوتا يقول توقفي لقد فارقنا لكن لم استوعب ذلك وقلت لنحاول مجددا هيا ساعدني ورفعت راسي لأرى وجوه من حولي تقول لي لا فائدة وألقيت نظرة للفتى إذ بعينيه رجعتا للوراء وعندها أيقنت أنني أمام جسد بلا روح. حملناه ووضعناه في فراش ونادينا الطبيب ليفحص الجثة ويعلن الوفاة.
يا لها من مهزلة !!
لم تقتصر معاناتي هنا بل كان علي إخبار الجد بالوفاة خرجت إليه وعيني مغمورتين بالدمع وجاء إلي وقال كيف حاله لم أجد الكلمات فبكيت وقلت له بكلمات متقطعة رزقك الله الصبر لقد انتقل إلى رحمة الله.
فكان منه ما مزق قلبي قال أنا السبب أنا السبب أنا قتلته ماذا أقول لوالديه قتلت حفيدي بيدي إنا لله وإنا إليه راجعون إنا لله وإنا إليه راجعون إنا لله وإنا إليه راجعون.
فخرج هائما على وجهه فخفت أن يقع له مكروه وتبعته لكن لم أجده وسالت عنه الأمن قالوا بأنه ذهب.
وعدت إلى الغرفة التي يرقد فيها وأزلت الغطاء عن وجهه لاتاكد انه ميت. نعم مازال كما تركناه جثة بلا حراك أملت أن تحدث معجزة ويقوم ولو رحمة بالعجوز المسكين. فقلت في نفسي ما قتله إلا الجهل واللا مسؤولية رحمتك ربي رحمتك ربي استغفر الله استغفر الله.
ثم عاد وجلسنا نواسيه اخبرني انه اتصل بالأهل يخبرهم بالوفاة فطلب رؤيته وكان له ذلك.
وبعد مدة حضر الأهل وراقبتهم عن بعد.
بكيت كثيرا لحال الجد وتألمت لمصابه وشعرت بحالة من الغضب العارم.
ولم تكن هذه أول ولا آخر حالة وفاة نشهدها بهذا القسم لكن بالنسبة لي هذا أول من يموت بين يدي وأحس بالعجز.
فسبحان الله
( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)
طمأنت الجد وطلبت منه الانتظار خارجا وبأننا سنقوم باللازم.
استدعيت الطبيب المسئول واحد الممرضين المناوبين وشرحت له الحالة. أتدرون ماذا فعل الطبيب بكل بساطة وبرودة دم نظر إليه وفحص عينيه ثم انصرف.
وقلنا للممرض المناوب )الطلبة المتدربين( هل سنبقي أيدينا مكثوفة في انتظار مفارقته للحياة هذه حالة تسمم ويلزمه غسيل معدة واوكسيجين و ..و.. وقال كما ترون القسم خال من كل شيء لا أدوية ولا شيء والممرض المشرف مسافر ولم يتبقى في عهدتي شيء لكنني سأتصرف. ما أغضبني أن غالبية الإجراءات تستدعي أمر طبي ولكنه قال افعلوا ما شئتم بانصرافه عنا .
علميا كنا نعي أن حالته في مرحلة متأخرة ولابد أن كليتاه قد أتلفتا فقد مرت اكثر من 12 ساعة على الحادثة . لكن قلنا رحمة الله واسعة وربما مازال في العمر بقية.
المهم قمنا بما قدره الله لنا من غسيل للمعدة ونقل للسوائل ومراقبة بيولوجية ولاحظت أن ضغطه ينخفض وأخبرت الطبيب بذلك لكنه قال لي أعيدي قياسه واخذ يريني كيف. وقلت له أنا طالبة في السنة الأخيرة وتعتقد أنني لا اعرف كيف يقاس الضغط الدموي الفتى يموت ونحن لا نتحرك )طبعا قصدته هو بكلامي( فاصفر وجهه واخذ مني الجهاز وحاول قياسه بنفسه وقال لي كم وجدتي فأجبته وصمت.
وليزيح عن نفسه أي إحساس بالذنب اتصل بقسم الإنعاش الأمر الذي وجب القيام به منذ اللحظة الأولى لكن الطبيب المسئول رفض استقباله بحجة أن القسم ممتلئ وليس به سرير شاغر وان الفتى ميت لا محالة فقد تأخروا في إحضاره.
جلسنا بقربه محاولين ايقاضه أملا منا في ألا يتوغل أكثر في غيبوبته وفجأة توقف قلبه أسرعنا بإنزاله للأرض لإجراء التنفس الاصطناعي و عمل ماساج للقلب. الممرض المناوب يجري التنفس وأنا اعمل ماساج للقلب لكن دون فائدة وظللت اضغط واضغط 1.. 2 .. 3 .. 4 .. 5 وسمعت صوتا يقول توقفي لقد فارقنا لكن لم استوعب ذلك وقلت لنحاول مجددا هيا ساعدني ورفعت راسي لأرى وجوه من حولي تقول لي لا فائدة وألقيت نظرة للفتى إذ بعينيه رجعتا للوراء وعندها أيقنت أنني أمام جسد بلا روح. حملناه ووضعناه في فراش ونادينا الطبيب ليفحص الجثة ويعلن الوفاة.
يا لها من مهزلة !!
لم تقتصر معاناتي هنا بل كان علي إخبار الجد بالوفاة خرجت إليه وعيني مغمورتين بالدمع وجاء إلي وقال كيف حاله لم أجد الكلمات فبكيت وقلت له بكلمات متقطعة رزقك الله الصبر لقد انتقل إلى رحمة الله.
فكان منه ما مزق قلبي قال أنا السبب أنا السبب أنا قتلته ماذا أقول لوالديه قتلت حفيدي بيدي إنا لله وإنا إليه راجعون إنا لله وإنا إليه راجعون إنا لله وإنا إليه راجعون.
فخرج هائما على وجهه فخفت أن يقع له مكروه وتبعته لكن لم أجده وسالت عنه الأمن قالوا بأنه ذهب.
وعدت إلى الغرفة التي يرقد فيها وأزلت الغطاء عن وجهه لاتاكد انه ميت. نعم مازال كما تركناه جثة بلا حراك أملت أن تحدث معجزة ويقوم ولو رحمة بالعجوز المسكين. فقلت في نفسي ما قتله إلا الجهل واللا مسؤولية رحمتك ربي رحمتك ربي استغفر الله استغفر الله.
ثم عاد وجلسنا نواسيه اخبرني انه اتصل بالأهل يخبرهم بالوفاة فطلب رؤيته وكان له ذلك.
وبعد مدة حضر الأهل وراقبتهم عن بعد.
بكيت كثيرا لحال الجد وتألمت لمصابه وشعرت بحالة من الغضب العارم.
ولم تكن هذه أول ولا آخر حالة وفاة نشهدها بهذا القسم لكن بالنسبة لي هذا أول من يموت بين يدي وأحس بالعجز.
فسبحان الله
( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)
الأربعاء ديسمبر 07, 2011 3:14 pm من طرف الصمت الحـزين
» فتاه عزباء تنام مع شاب ليله كامله فى غرفه واحده
الأربعاء ديسمبر 07, 2011 2:08 pm من طرف الصمت الحـزين
» انا جيييت نورت المنتدى
الأربعاء ديسمبر 07, 2011 2:01 pm من طرف الصمت الحـزين
» (ساقطون بالخط العريض)
السبت ديسمبر 03, 2011 6:51 pm من طرف الصمت الحـزين
» الْحَيــَـآهـ مَدْرَسَهْـ وَالْج ـــرْح أَحَد فُصُولَهَا
السبت ديسمبر 03, 2011 6:33 pm من طرف الصمت الحـزين
» النساء اولاً
السبت ديسمبر 03, 2011 6:22 pm من طرف الصمت الحـزين
» تمسك بخيوط الشمس
الأربعاء أغسطس 17, 2011 7:08 am من طرف admin
» بصمات تبكيني دما لا دمعا
الأربعاء أغسطس 17, 2011 7:04 am من طرف احساس طفلة
» قصة الفيلسوف والديك
الخميس يونيو 16, 2011 1:35 am من طرف admin