أيها المُثقـف .. دقـائق من فضلك

أيها المُثقـف .. دقـائق من فضلك
*****
يُحزنني أحوال الكثير من المثقفين وأصحاب العلم وذوي الأقلام البارعة والنجوم الساطعة حينما أجدهم يحيدون عن طريق الصواب أحياناً أو تسقط منهم بعض الأمور الصحيحة - سواء سهواً أو عمدا ً- عندما يحاورن الآخرين أو يقدمون بأقلامهم أو على ألسنتهم ما يرغبون توصيله للغير.. إن الثقافة ليست فقط جمع معلومات وقراءة كثير الكتب وإجادة الكتابة ، وليست التلاعب بالكلمات واستغلال الحروف والتكبر والتعالي.. وإنما المثقف هو من يتعلم ويعمل بعلمه.. هو من يعرف سبل الفوز في دنياه وآخرته هو من يجمل علمه ويربطه بطيب الخلق واللباقة في التعامل وحسن الحوار والمرونة في الأسلوب وتهذيب الكلمات قبل تسطير العبارات..
دائماً نقول بأن العلم نور ومن ينهل من بحار العلم هو بالطبع يرتوي من سبل التنوير ويتزود بخير زاد ؛ فالعلم طريق الوصول إلى الأصول.. أصول الدين وأصول الخُلق وأصول التعامل وأصول كل العلاقات وكل متطلبات الحياة..
فمن يملأ جعبته بسهام العلم ثم يأتي ليفرغها هباءً دون فائدة ، أو يصيب بها غير الهدف المُرتجى ، أو يسخرها في السوء والشر دون الخير فكأنما قتل بها نفسه..
إن صاحب العلم لا ينبغي أن يكون متكبراً أو مغرورا أو سفيها أو قلمه مبتورا
وإنما خلوقاً صبورا متواضعاً وشكورا وبأدبه وحسن طباعه فخورا..
وإلا فما فائدة علمه الذي يحتويه وقلمه الذي يقتنيه ولسانه المتحدث به إلى بني جنسه وذويه؟!!.. والله لو نظرنا إلى حالنا اليوم وحال من سبقونا من أهل العلم لوجدنا أنفسنا صغار الحجم بجوار عمالقة العلم وأصحابه.. أين نحن من كبار العلماء والأئمة والكُـتَّاب والمؤلفين الذين ملئوا الدنيا علما ونورا وتركوا لنا كنوزاً لم ندرك قيمتها أو نقدرها حق تقديرها!! ومع كل ذلك فقد كانوا خير نماذج للأخلاق الطيبة وحسن الطباع..
إن للعلم بحوراً لا يُدركها إلا من كان ذو خُلـق..
وللأخلاق سبلاً لا يعرفها إلا من كان ذو علم..
أيها المُثقف و صاحب العلم .. اعلم أن علمك لن يدوم وأن عملك هو الباقي
ولا تنسى بأن فـوق كل ذي علـمٍ عليـم.