هل ترى نفسك شخص سوي ؟؟

هل ترى نفسك شخص سوي ؟؟
****
لاشك أن هناك من يرى نفسه في موضع أعلى من قمم الجبال ونموذجاً للمثالية يفوق الخيال ولا يدري حقيقية ما عليه من حال .. وهناك من يبحث دائماً عن الأفضل وينحني تواضعاً كلما فعل صواباً أو أصاب فعلاً .. وعلى كل حال فمن الأفضل أن ننظر لأنفسنا نظرة واقعية وألا ننسى أن لكل منا عيوب وجب معالجتها بدلاً من تجاهلها.. فلا شك أن الكثير منا يتمنى أن يكون شخصية سوية..
و لو أردنا تعريفاً صريحاً للشخصية السوية لما وجدنا تعريفاً يعبر عنها بشكل كامل ويوضح السمات الواجب توافرها في صاحب الشخصية حتى يستحق أن يطلق عليه شخص سوي .. ولكن هناك طريقة أخرى لتوضيح المعنى المقصود سيظهر خلال سطورنا القادمة حتى يتثنى لمن يحب أن يكون شخص سوي بأن يقترب من الاعتدال قدر المستطاع.. ولكن ف البداية يجب أن نتذكر أنه ليس هناك شخص كامل بالمعنى المفهوم .. فالكمال لله وحده ثم لرسوله - صلى الله عليه وسلم - وما من شخص إلا وله عيوب ولكن تتفاوت هذه العيوب من شخص لآخر فمن يستحق أن يطلق عليه شخص سوي هو من تقل عيوبه بنسبة تكاد تكون معدومة ..
إن الشخص السيئ المؤذي والمحب للشر دائماً يطلق عليه شخصية سيكوباتية ، إذن عندما نريد أن نبتعد عن السيكوباتية فلنبتعد عن الشر ولا يكون البعد عن الشر إلا بالقرب من الخير وبهذا تكتمل خطوة في طريق الوصول للشخصية السوية التي نتمناها أما الشخصية الازدواجية المتلونة والمتقمصة لعدة شخصيات مختلفة عن بعضها فهي تعاني من الانفصام فلو التزمنا بالبعد عن تعدد الشخصيات وكنا شخصية واحدة جادة وغير متذبذبة لابتعدنا بهذا عن سمات تلك الشخصية ..
أما من يبالغ في حب نفسه ولا يرى في الكون إلا هو ولا تهمه إلا ذاته المعجب بها والتى يراها أفضل شخصية على وجه الأرض وتغلب عليه طباع الأنانية والغرور والإعجاب الشديد بنفسه فهو بلا شك شخصية نرجسية كما يطلق عليها علماء النفس ..
وللخروج من دائرة هذه الشخصية السيئة والمنفرة والتي يبتعد عنها الناس فلابد من التواضع والاعتدال في تقدير النفس بالحق ..
وبجمع كل هذه الخطوات والسير فيها بانتظام ابتداءً بالبعد عن السلبيات وعن صفات الأنواع الغير مرغوب فيها من الشخصيات تجد الطريق إلى الشخصية السوية يبدو واضحاً وسهلاً وقريباً .. فمن تجنب تلك العيوب وما شابهها كان أقرب إلى الاعتدال وإلى الشخصية المتزنة التي يحمل صاحبها صفات يقبلها المجتمع ويتقبلها الآخرون من رجاحة عقل وسلامة تفكير ومعتقدات وآراء وغيره..واختصاراً لكل ما سبق يمكنني أن أقول:
"إن أردت الجانب المضيء فابتعد عن الجانب المظلم"