الرئيسية
أحدث الصور
أخر الأخبار 
من طرف بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، أحمده والتوفيق للحمد من نعمه وأشكره والشكر كفيل بالمزيد من فضله وكرمه وأعوذ به من الذنوب التي توجب زوال نعمه وحلول نقمه
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
قال ربنا جل في علاه:"قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا"[الكهف:110]
وأشهد أن حبيبنا وقائدنا وأسوتنا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الأطهار وصحابته الميامين الأبرار ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين
أما بعد،فإن لله عبادا اصطفاهم من خلقه خصهم بحبه وعنايته، وحفظه وكرامته،فبه يسمعون ويبصرون ويبطشون، باعوا حياتهم رخيصة له، لا يأبهون للدنيا أأقبلت عليهم أم أدبرت عنهم، لهم مع ربهم شؤون، ولهم في العبادات قصص وشجون،أولئك الذين غرس الله شجرة الإيمان في قلوبهم وحباهم من بين خلقه بتوفيقه إياهم وتثبيته لهم، فلله ذرهم كم عرضت عليهم الفتن فثبتوا، وعصفت بهم الابتلاءات فما وهنوا وما استكانوا،
ولا عجب من ثباتهم، وقوة إيمانهم، فهم الذين تولّى الله جلّ في علاه حفظهم، وتكفل بهدايتهم، واصطفاهم عن ما سواهم، قال الله تعالى:" كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ" [يوسف:24] وهؤلاء لا سبيل لإغوائهم ولا لاستدرجاهم فضلا عن صرفهم عن غايتهم، وتحويلهم إلى غير بغيتهم، غرس الله كرامته في قلوبهم بيده، فهي كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [إبراهيم:24-25]فالشجرة الطيبة، هي الإيمان والتوحيد والإخلاص الذي غرسه الله في قلوبهم، وفروعها القول الطيب والعمل الصالح، فمن كان أصله طيبا كانت ثمرته طيبة، فالمؤمن عليه أن يحاول الثبات، يحاول الصبر، وما التثبيت إلا من عند رب الأرض والسماوات، يغرس الشجرة والثمرة -إن طاب غرسه للشجرة اي إن طاب له الإخلاص في قلبه- تكفل بها المولى عز وجل؛
وله في مراتب العبودية مقامات ومقامات، ولا يزال بينها متنقلا، ولِلَذّتها متذوقا، حتى يسمو بروحه إلى جنة السماوات، ويأنف أن يتركها تتخبط في عالم الماديات، ولا يزال عليه من الله حافظا، وللتوفيق له منه حظا وافرا، وعن الدنايا قلبه لا يزال نافرا، صعد في سماء العبودية فارتقى وللخيرات انتقى، أبعد عنه البلادة، واستعصم بربه واحتمى بجنابه، فلا غرابة أن كان : لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ"
ومدار الحديث عن أصل الأصول، إذا غاب كان سبب النزول، وإذا تحقق تحقق معه الوصول، ألا وهو الإخلاص، فإن الإخلاص هو استواء الأعمال عند العامل، فظاهرها كباطنها، وسرها كعلانيتها فهو لا يفكر في غير محبوبه، وليس لأحد أن يحظى بذرة من اهتمامه، ولا نزر من مراقبته، غير الواحد الأحد، فوجود الناس معه أو عدمه في قلبه سواء، ومدحهم له أو ذمهم سيان، إلا أن يكون في الذم أمر بمعروف أو نهي عن منكر، فهو أواب سريع التوبة والحوبة، كثير البكا غزير الدمعة، نادم متأوه أن جاهر ربه بالمعصية، وغفل عن ذكره ومثله لا يغفل عنه ثانية، قال أبو عثمان سعيد بن إسماعيل رحمه الله:"صِدق الإخلاص نسيان رؤية الخلق لدوام النظر إلى الخالق، والإخلاص أن تريد بقلبك وعملك وفعلك رضا الله خوفا من سخط الله كأنك تراه بحقيقة عملك بأنه يراك حتى يذهب الرياء عن قلبكثم تذكر منة الله عليك إذ وفقك لذلك العمل حتى يذهب العجب من قلبك وتستعمل الرفق في عملك حتى تذهب العجلة من قلبك وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: ما جعل الرفق في شيء في زانه وما نزع من شيء إلا شانه"
يا ليتني لم أشرك بربي أحداً..
إن المتأمل في قصص القرآن يجد دررا، فاز وربح من عمل بها، وخاب وخسر من منّ الله عليه بعلمها ثم أدبر عنها، وانتكس فباع نفسه فأوقبها فكان كالكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث؛
وقصة الرجلين التي ساقها ربنا عز وجل في سورة الكهف، فيها من الفوائد الجلية، والنصائح الصادقة النقية الشيء الكثير، ولكن لمن كان له في قلبه النذير
قال تعالى: وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا[الكهف42]
يا ليتني لم أشرك بربي أحدا، كلمة رجل غره ماله وأولاده، وألهاه جاهه وسلطانه، عن نسبة الخير لصاحبه، وذكر صانع الخير بفضائله، بل وتمادى في غيّه واستكباره، أن نسب ذلك إليه، ورأى أن له نصيبا في ملك ليس يرجع إليه، إنما مستقره بين يدي من جحد فضائله عليه، فأحبه وعظم في قلبه، بل واستغنى به عن من لا غنى لمخلوق عنه، فأشركه في المحبة ورضي بهذا الحظ العاثر والنصيب البائر، ورغم أن بعث الله له من ينصحه ويرد به، إلا أنه أصر واستكبرمجاهرا بمعصيته غير آبه بمكر الله به
لا غرابة من فعله فكل ابن آدم خطاء، ولكن الغريب العجيب أن نقع في خطئه ونقتفي أثره فتؤول تجارتنا إلى البوار، وأعمالنا إلى الخسران، وذاك أن شؤم المعصية لا يغادر صاحبه إلا بتوبة وانكسار، وإلا لم يفارقه إلا إذا أفسد عليه حياته، بشيء لازم لا يغادر عاص ألا وهو الضنك والذل والهوان، أبى الله إلا أن يذل من عصاه
وهنا الامتحان الفاصل، امتحان يفصل المخلصين عن غيرهم ممن خالطهم رياء وحب سمعة، فالإخلاص هو إكسير العمل، ليس للنفس فيه نصيب، أما الرياء فهو عمل العمل مما يراد به وجه الله تبتغي به رضا الناس واستحسانهم، ففاعل ذاك قد أشرك الناس في قلبه، سواء كان ذلك من حب أو رهبة أو رغبة فيما عندهم،
وحاصل هذا، أن يعاقب صاحبه بقسوة في القلب، وضنك في العيش، وذلة في الحياة، ذلة من أسكن قلبه شهوة فانية، وأشركها في حبه لله، أو زاد في حبها عن حبه لله، فكان عاقبته إما استدراج في المعاصي حتى إذا أخذه الله لم يفلته، أو أن يقسم ظهره في حمأة ذل معصيته، فيعرف مقدار سفهه وخطإه وحمقه، أن أشرك من لا ينفعه في عمل ادعى أنه عمله لربه، فتخلى عنه كل ذلك وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا [الكهف 43 ]
إن هذا الذي يناله، إنما يناله في هذه الدنيا، ولكن كيف السلامة غدا يوم يجزى كل امرئ بما عمل، ويوَكَّل من طلب غير وجه الله إلى ما طلبه فعن محمود بن لبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر))، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: ((الرياء، يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء)) صححه الألباني في صحيح الترغيب (29).
فهنالك " هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ" [يونس 30]
أخرج الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن سليمان بن يسار قال: تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له ناتل أهل الشام: أيها الشيخ حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال: نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمه فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت, قال: كذبت, ولكنك قاتلت لأن يقال جريء, فقد قيل, ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار, ورجل تعلم العلم, وعلمه, وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته, وقرأت فيك القرآن, قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم, وقرأت القرآن ليقال هو قارئ, فقد قيل, ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار, ورجل وسع الله عليه, وأعطاه من أصناف المال كله فأتى به فعرفه نعمه فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك, قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار ).
فكيف يطيب لامرئ بعد هذا رياء وحب شهرة، لا والله، بل شعار الحال والمقال "رضاك يا رب والجنة ارتضيناها شعارا للحياة ولا يستحق أي كان أن نشركه في شيء من أعمالنا"
فكيف لنا ان نتصور عالم، عالم يجر على وجهه في النار، أبعد هذا يأمن الإنسان على نفسه؟!!فلا مفر من توبة إلى علام الغيوب، قبل أن يدرك هاذم اللذات ويحطم الأماني والتسويفات، فما من توبة بعد الممات، وما من رجوع بعد الفوات،
ولعل لنا وقفة هنا قبل أن ننتقل إلى العنصر التالي، وقفة مع من يرتاد عالم المنتديات، ويشارك فيها بقلمه في أمر بمعروف ونهي عن المنكر، وإظهار للخير وإبطان لشر لاذع، فهذه هي المهلكة القاسمة، تقسم الظهور، وتقسي القلوب، فترى من يفعل ذلك، مُوهِمًا نفسه أنه على خير، وما ذاك إلا أن هانت منزلته عند الله، فعصاه ثم عصاه ثم عصاه، ما درى المسكين أن المعاصي بريد الكفر، كم من معصية جرت أختها وأختها وأختها حتى كانت نهاية صاحبها أن حيل بينه وبين إيمانه فسلب اللذة واطمئن إلى المعصية فخاب وخسر، قد يصلي ويصوم ويقوم، ويسمى –زعما وخطأ- ضمن جمع الملتزمين الطيبين الأطهار، إلا أنه قد أدمن على حب الظهور، فما اعتنى بالمستور، فكانت عاقبته( لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا ) قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا ، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ ، قَالَ : ( أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ) .
رواه ابن ماجه ( 4245 ) ، وصححه الألباني في " صحيح ابن ماجه " .
فالله الله على إصلاح البواطن، فهي وربي أصل الكوامن وبها يثبت المخلص من المداهن
أخلصي يا نفس تتخلصي..
قال بعضهم:
في إخلاص ساعة نجاة الأبد ولكن الإخلاص عزيز
اي والله، قد خاض العارفون في بحور الإخلاص، وتفننوا في التلذذ به فكانوا لا يغفلون عنه طرفة عين، بل دأبهم ذكره ومراقبة أنفسهم ومحاسبتها على كل صغيرة بدرت منها فضلا عن الكبيرة، ومع ذلك فكانوا اكثر الناس خوفا وأشدهم حرصا، كأنما النار ما خلقت إلا لهم،
فهذا معروف الكرخي رحمه الله تعالى يضرب نفسه ويقول: يا نفس أخلصي تتخلصي.
وقال سليمان: طوبى لمن صحت له خطوة واحدة لا يريد بها إلا الله تعالى.
ياطلاب النجاح في الدنيا والآخرة أبشروا..
ثم إن الإخلاص باب لمن اراد النجاح باليسير من العمل، فللنجاح شرطان، إخلاص وبذل سبب، فإن عَدِم الرجل الإخلاص وُكل إلى السبب فإن بذله بحقه، وإلا حُرِم النجاح وأما المخلص فيكفيه القليل من العمل، ورب نزر قليل أصبح كما هائلا ببركة الإخلاص
كتب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه إلى أبي موسى الأشعري: من خلصت نيته كفاه الله تعالى ما بينه وبين الناس
وكتب بعض الأولياء إلى أخ له: أخلص النية في أعمالك يكفك القليل من العمل.
ولكن ليس معنى هذا أن المخلص يعدم الخبرة والتفوق الذهني بدليل قول القائل أنه لم يبذل من ذلك الكثير من الأسباب، فهذا القول مخلوط على أصحابه، فرب العزة بيده أن يرزق من يشاء بغير حساب، ولما كان المخلصون ارفع الناس مكانا عند رب العزة ما كان ليذرهم يشغلوا بالهم بغيره، فكلأهم برحمته ويسر لهم ما صعب على غيرهم فترى الشافعي مثلا يحفظ الصفة من اول قراءة، وترى مالك يمر على خمسين شيخا كلهم يعطيه أكثر من حديث لا يعيده أكثر من مرة فيحفظها كلها من اول سماع،
فسبحان الله كيف تحقق وعد الله ووفق أولياءه وركس المرائين إلى أسبابهم فتراهم يكِدُّون الليل والنهار وراء بغيتهم فشتان شتان بين الصنفين
رسالة إلى المنتكسين..إن من أعظم الأخطار التي تحيط بالملتزمين هو خطر الانتكاس والنكوص على العقب، وتفضيل طريق الغواية، على طريق الرشد والهداية، ووالله إنه –عند اهل الفهم- لأشق المصائب وداهية الدواهي، وليست فتنة أكبر على المسلمين من قتنة انتكاسة الملتزمين.. أشخاص بدؤوا في الطريق إلى الله وذاقوا لذة مناجته، يعودون وينتكسون! قيل لبعضهم، اشخاص عرفوا الطريق إلى الله ثم انتكسوا! فقال لو وصلوا إليه ما انتكسوا!!
وكان مطرف يقول: من صفا صفي له ومن خلط خلط عليه.فوجب على المؤمن تصحيح نيته ومراقبة بُغْيَتِه، والحذر الحذر من كل فتنة، فالمؤمن لا يتصدى للفتن بصدره، فهو لا يأمن على نفسه شيء، بل يحافظ على قلبه من أي رائحة هوى أو فتنة ولْيَصُنْهُ بعيدا عن كل هذا، فليس أحد أكبر من الفتنة وكم فارس مغوار سقط في ساح القتال صريعا
فلا يغترنَّ أحد بإيمانه، فكل ذلك من نعمة الله على المرء وفضله وإحسانه
اريد أن اكون مخلصا ما العمل؟!!
مما لا يشك فيه امرئ مسلم أن طلب الإخلاص هو الغاية الأولى وبه تفتح الأبواب، وإنه لمن الحمق والسفه أن يتغافل عن هذا المتغافلون، فهو أول السقطات التي يطلبها الشيطان من ابن آدم، فيقول له اعمل العمل أنت مخلص، ابدأ هيا انطلق، فينجر المسكين وراء الشيطان موهما نفسه وخادعا الناس أنه في ركب المخلصين فيا لله ما أعظم غبنه واشد خسارته
وإنما الواجب على المؤمن أن يراجع عمله ثانية ثانية ثانية فالشرك يسري في ابن آدم مسرى النملة، لا يشعر بها إلا وهي قد بلغت أَرَضَها منه، ونالت حاجتها عنده، قال أيوب السختياني:تخليص النيات على العمال أشدعليهم من جميع الأعمال.
فعليك أولا أن تتذكر ثواب الله لك جراء عملك وسخطه منك إن أنت تهاونت فيه وأردت به غير وجهه، فكأنك ترى الله بحقيقة عملك أنه يراك فيذهب عنك الرياء بتذكرك إياه ورؤيته لك بإذن الواحد الأحد
ثم بعد ذلك اتبع الهدي النبوي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما ذكره الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة،( الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل على الصفا ألا أدلك على شيء إذا فعلته
أذهب الله عنك صغار ذلك وكباره ، تقول : -
اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم ) صحيح الجامع
فعلى المسلم أن يجعلها دأبه في جميع أحيانه، ويكثر منها لعل الله أن يمن عليه بما يصبو إليه،
ومما ينفع في استجلاب الإخلاص هو الصحبة الطيبة النصوح، فإن فيها من الخير الكثير فعلى المرئ أن يحرص عليها، حرصا بالغا جدا ولا يتوانى في السؤال عن إخوانه ومشاركتهم هموهم وغمومه،
وكذا عليه أن يرى شؤم معصية الرياء ويتذكر الأحاديث والآثار الواردة في تقبيحه، وينظر إلى عاقبة المرائين في الدنيا قبل الآخرة لعل ذلك يشكل له زاجرا عن ذلك، وأخيرا يتأمل في الناس وفي الدنيا عموما، هل خلدت من قبله فتخلد له؟، وهل نفعت قارونا وفرعون وهامان لتنفعه؟،
أم الناس، فكل مشغول في همه قد يبدون الإعجاب لصاحب العمل، لكنهم في الحقيقة ليسوا مهتمين به إلى درجة تشغلهم عن حياتهم، فهم مع إعجابهم لهم مشاغل تنسيهم كل ذلك، ولا يشَكِّل صاحب العمل إلا شيئا يسيرا في حياتهم بل قد لا يساوي شيئا عند بعضهم، فانظر! -وفقك الله- ففضلا عن فقرهم وعدم مقدرتهم على أن يقروا عين من عمل العمل لهم فهم غير مهتمين بالعمل، فيا لخسارة من أشرك مع الله من هو دونه !
هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطإ أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء
أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه ثم اعوذ به أن أكون جسرا تمرون به إلى الجنة ثم يلقى به في النار
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
» فتاه عزباء تنام مع شاب ليله كامله فى غرفه واحده
» انا جيييت نورت المنتدى
» (ساقطون بالخط العريض)
» الْحَيــَـآهـ مَدْرَسَهْـ وَالْج ـــرْح أَحَد فُصُولَهَا
» النساء اولاً
» تمسك بخيوط الشمس
» بصمات تبكيني دما لا دمعا
» قصة الفيلسوف والديك