الحســـد في الســنة المطهـرة
[size=29]الحســـد في الســنة المطهـرة
الـحســـــد
تعريفه : لغة : قال في لسان العرب : الحسد معروف , حسده يَحْسِـدُه ويَحْسُـدُه حسـدا وحسـده إذا تمنى أن تتحول إليه نعمتـه وفضيلته أو يسلبهما هو وقال : الحسد أن يرى الرجل لأخيه نعمة فيتمنى أن تزول عنه وتكون له دونه
والغَبْـطُ : أن يتمنى أن يكـون له مثـلها ولا يتمنى زوالهـا عنـه ..
الحسـد اصـطلاحا : هو تمني زوال نعمة المحسـود وإن لم يَصِرْ للحاسد مثلها , أو تمني عدم حصول النعمة للغيـر ..
وحقيقة الحسد : أنه نـاتـج عـن الحقـد الـذي هـو مـن نتـائـج الغضـب
إثـبــات الحســـد
الحســد في القــرآن الكــريـم
قال تعالى : ( ودَّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم حسـدا من عند أنفســهم )
وقال تعالى : ( أم يحسـدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب وآتيناهم ملكا عظيما )
الحســـد في الســنة المطهـرة
(( الحســد يأكـل الحســنات كـما تأكـل النــار الحطــب ))
(( لا تحاســدوا ولا تقاطعوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونـوا عبـاد الله إخــوانـا ))
(( إنه سـيصيب أمتي داء الأمم , قالوا : وما داء الأمم ؟ قال : الأشـر والبـطر والتـكاثـر والتنافـس في الدنيـا والتباعد والتحاســد حتى يكــون البـغي ثـم الهــرج ))
الفــرق بيـن الحاســد والعـائـن
العائن والحاسد يشتركان في شيء ويفترقان في شيء ,, فيشتركان في أن كلا منهما تتكيف نفسه وتتوجه نحو من تقصد أذاه ,, والعائن تتكيف نفسه عند مقابلة المعين ومعاينته ,, والحاسد يحصل حسده في الغيبة والحضور ..
ويفترقان في أن العائن قد يعين من لا يحسده من حيوان أو زرع , وإن كان لا ينفك عن حسد صاحبه بل ربما أصاب نفسه ,, وسببه الإعجاب بالشيء واستعظامه , فإن رؤيته للشيء رؤية تعجب وتحديق مع تكيف نفسه بتلك الكيفية تؤثر في المعين وعلى هذا فالحاسد أعم من العائن فكل عائن حاسد وليس كل حاسد عائنا والاستعاذة من شر الحاسد تشمل الاستعاذة من شر العائن
مراتــب الحســـد
للحســد ثــلاث مراتــب
الأولى : تمنـي زوال النعمة عن الغير : وهذه المرتبة من أخطر المراتب وأشدّها حراما
الثانية : تمني استصحاب عدم النعمة : فهو يكره أن يحدث الله لعبده نعمة فهو يتمنى دوام ما فيه من نقص أو عيب كالفقر والجهل وهذا حرام
الثالثة : حسد الغبطة : وهو تمني أن تكون له مثل حال المحسود من غير أن تزول النعمة عنه ,, فهذا لا بأس به ولا يعاب صاحبه بل هذا قريب من المنافسة وقد قال تعالى : ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم : ( لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق , ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها الناس )
أســباب الحســـد ودوافعـه
إن للحسد أسبابه ودوافعه التي تغذي روافده بحيث تجعل قلب الحاسد يمتلىء غيظا وكمدا على من يحسده وربما أوصله ذلك إلى القتل .. ومن أبرز هذه الدوافع مـا يـلـي :
أولا : عدم الرضى والقناعة بقسمة الله رب العالمين في كل أمر من أمور الدنيا ,, فتجد صاحب هذا الدافع ساخطا دائما ,, لماذا فلان عنده مال وأنا ما عندي ؟ لماذا فلان في مركز مرموق وأنا لا ؟ وهـكـذا ..
ثانيا : الحقد والعداوة والبغضاء , فالمبغض لا يحب أن يرى ممن يبغض نعمة عليه من الله عز وجلّ , بل على العكس كما قال تبارك وتعالى : ( وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها ) .. وهذا السبب قد يدفع صاحبه إلى القتل وأخذ المال والسعاية بمن يحسده وهتـك ســتره وغيـر ذلك
ثالثا : العُجْب : وهو داء خطير يدفع صاحبه إلى الحسد بل يدفع صاحبه إلى رد الحق كما قال تعالى : ( أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم ) .. فالمغرور والمعجب بنفسه لا يحب أن يعلو عليه أحد من الناس
رابعا : وجود القاسم المشترك بين بعض فئات المجتمع كالعلم والتجارة ونحوهما فقد يحسد التاجر من هو مثله وهذا لا يجوز
عـــلاج الحســـد
أولا : أن يعلم الحاسد أنه شارك أعداء الله في حسدهم للمؤمنين ,, فالأعداء لا يحبون أثر النعم على المؤمنين وقد شاركهم بذلك
ثانيا : أن يعلم الحاسد أن حسده لا يضر من حسده , بل يضره هو لما يعانيه من قلق نفسي وكآبة وحزن , فلو أطاع الله تعالى الحاسـدين في المحسـودين لما بقـي عليـهم نعمـة
ثالثا : الرضى التام بقسمة الله سبحانه فالدنيا لا يؤسف على ما فات منها فمردّها إلى الزوال والفناء وعلى الحاسد أن يعلم أنه بهذا الحسد يعارض أمر الله تعالى وقد قال سبحانه : ( أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون )
أثــر الحســـد على المجتـمع
الحسد داء الأمم كما أخبر الصادق المصطفى صلى الله عليه وسلم :
(( دبّ إليكــم داءُ الأمــم قبلكــم الحســـد والبـغـضــاء ))
وما ظهر مرض الحسد في أمة إلا تفرقت وتناحرت وذهب مجدُها وضعف سلطانها وأخذ أفرادها بكيد بعضهم لبعض , وعمّ فيهم التنافس والتباغض وهنا تكون الحياة في هذا المجتمع جحيما لا يطاق .. فعلى كل مسلم أن يتقي الله سبحانه وتعالى ويغسل قلبه من أدران الحقد والحسد ليسلم في تصوره ويستقيم في سلوكه , ويحسن التعامل مع الآخرين ,, وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم : (( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشـد بعضه بعضا )) (( ولا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبه لنفسه )) ,,, ويقول الله تعالى : ( ولا تتمنـوا ما فضّلَ الله بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسـبوا وللنسـاء نصيب مما اكتسـبن واسـألوا الله من فضله إن الله كان بكل شـيء عليـم ) ... فعلى صاحب كل شر من حاسد وعائن وغيرهما أن يعلموا بأن هذه أمراض فتاكة لا تضر أصحابها فحسب بل تضر المجتمع ,, وإن الحاسد والعائن حاجتهما إلى العلاج أكثر من غيرهما
[/size]
الأربعاء ديسمبر 07, 2011 3:14 pm من طرف الصمت الحـزين
» فتاه عزباء تنام مع شاب ليله كامله فى غرفه واحده
الأربعاء ديسمبر 07, 2011 2:08 pm من طرف الصمت الحـزين
» انا جيييت نورت المنتدى
الأربعاء ديسمبر 07, 2011 2:01 pm من طرف الصمت الحـزين
» (ساقطون بالخط العريض)
السبت ديسمبر 03, 2011 6:51 pm من طرف الصمت الحـزين
» الْحَيــَـآهـ مَدْرَسَهْـ وَالْج ـــرْح أَحَد فُصُولَهَا
السبت ديسمبر 03, 2011 6:33 pm من طرف الصمت الحـزين
» النساء اولاً
السبت ديسمبر 03, 2011 6:22 pm من طرف الصمت الحـزين
» تمسك بخيوط الشمس
الأربعاء أغسطس 17, 2011 7:08 am من طرف admin
» بصمات تبكيني دما لا دمعا
الأربعاء أغسطس 17, 2011 7:04 am من طرف احساس طفلة
» قصة الفيلسوف والديك
الخميس يونيو 16, 2011 1:35 am من طرف admin