الانتحار كلمة انتشرت في الآونة الأخيرة وخاصة بين شريحة الشباب من الذكور والإناث وهنا لا ندرس الانتحار كظاهرة بل كمصطلح ومفهوم فقهي وقانوني .
والانتحار في اللغة مصدر انتحر، يقال: انْتَحَر الرجلُ: قَتَلَ نَفْسَه، وانتحر القومُ على الأمرِ: تَشاحُّوا عليه، فَكادَ بعضُهم يَنْحَرُ بعضاً
ولم يستعمله الفقهاء بهذا المعنى. لكنهم عبروا عنه بقتل الإنسان نفسه وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلا قاتل في سبيل الله أشد القتال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: { إنه من أهل النار } فبينما هو على ذلك إذ وجد الرجل ألم الجرح، فأهوى بيده إلى كنانته، فانتزع منها سهما فانتحر بها.
وفي الحديث نفسه: { انتحر فلان فقتل نفسه } رواه البخاري ومسلم
ويطلق الانتحار على قتل الإنسان نفسه بأي وسيلة كانت، ولهذا ذكروا أحكامه باسم ( قتل الشخص نفسه ).
ويعرف أهل القانون الانتحار بأنه: زهق الروح عن سابق تصور وتصميم يقدم عليه المنتحر نفسه، لأسباب غالبا ما تكون مجهولة، إلا أن معظمها مرتبط بحالة نفسية ناتجة عن وضع يائس وتعيس كان يعانيه المنتحر ؛ وإذا فشل فإن عمله يعتبر محاولة انتحار ويحاكم بحسب القوانين المرعية.
2 - بم يتحقق الانتحار:
الانتحار نوع من القتل فيتحقق بوسائل مختلفة ، ويتنوع بأنواع متعددة كالقتل. فإذا كان إزهاق الشخص نفسه بإتيان فعل منهي عنه ، كاستعمال السيف أو الرمح أو البندقية أو أكل السم أو إلقاء نفسه من شاهق أو في النار ليحترق ، أو في الماء ليغرق ، وغير ذلك من الوسائل ، فهو انتحار بطريق الإيجاب. وإذا كان الإزهاق بالامتناع عن الواجب ، كالامتناع من الأكل والشرب وترك علاج الجرح الموثوق ببرئه، أو عدم الحركة في الماء أو في النار أو عدم التخلص من السبع الذي يمكن النجاة منه، فهو انتحار بطريق السلب.
حكم الانتحار:
الانتحار في كل الأحوال حرام بالاتفاق ، ويعتبر من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله، قال الله تعالى: { وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ } [الأنعام 151]. وقال تعالى: { وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً } [النساء الآية 29 ] ؛ وقد قرر الفقهاء أن المنتحر أعظم وزرا من قاتل غيره، وهو فاسق وباغ على نفسه، حتى قال بعضهم: لا يغسل ولا يصلى عليه كالبغاة
كما أن ظاهر بعض الأحاديث يدل على خلوده في النار، ومنها ما أخرجه الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا فيها أبدا, ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا, ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا }رواه البخاري ومسلم
الإكراه على الانتحار:
إذا أكره إنسان غيره إكراها ملجئا ليقتله، بأن قال له: اقتلني وإلا قتلتك، فقتله فهو في حكم الانتحار، وفي هذه الحالة لا يجب على القاتل القصاص ولا الدية عند الجمهور، لأن المكرَه بفتح الراء- كالآلة بيد المكرِه في الإكراه التام (الملجئ) فينسب الفعل إلى المكرِه وهو المقتول، فصار كأنه قتل نفسه.
و إذا أكره شخص غيره إكراها ملجئا ليقتل نفسه، بأن قال له: اقتل نفسك وإلا قتلتك، فليس له أن يقتل نفسه، وإلا عُدَّ منتحرا آثما، لأن المكره عليه لا يختلف عن المكره به، فكلاهما قتل، فلأن يقتله المكرِه أولى من أن يقتل نفسه ؛ ولأنه يمكن أن ينجو من القتل بتراجع المكرِه، أو بتغير الحالة بأسباب أخرى ، فليس له أن ينتحر ويقتل نفسه.
عقوبة المنتحر:
لا خلاف بين الفقهاء في أنه إذا لم يمت من حاول الانتحار عوقب على محاولته الانتحار، لأنه أقدم على قتل النفس الذي يعتبر من الكبائر ؛ كذلك لا دية عليه سواء أكان الانتحار عمدا أم خطأ عند جمهور الفقهاء ، لأن العقوبة تسقط بالموت، ولأن وجوب الدية على العاقلة في الخطأ إنما كان مواساة للجاني وتخفيفا عنه، وليس على الجاني هاهنا شيء يحتاج إلى الإعانة والمواساة، فلا وجه لإيجابه.
فنسأل الله العفو والعافية والمعفاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة
الأربعاء ديسمبر 07, 2011 3:14 pm من طرف الصمت الحـزين
» فتاه عزباء تنام مع شاب ليله كامله فى غرفه واحده
الأربعاء ديسمبر 07, 2011 2:08 pm من طرف الصمت الحـزين
» انا جيييت نورت المنتدى
الأربعاء ديسمبر 07, 2011 2:01 pm من طرف الصمت الحـزين
» (ساقطون بالخط العريض)
السبت ديسمبر 03, 2011 6:51 pm من طرف الصمت الحـزين
» الْحَيــَـآهـ مَدْرَسَهْـ وَالْج ـــرْح أَحَد فُصُولَهَا
السبت ديسمبر 03, 2011 6:33 pm من طرف الصمت الحـزين
» النساء اولاً
السبت ديسمبر 03, 2011 6:22 pm من طرف الصمت الحـزين
» تمسك بخيوط الشمس
الأربعاء أغسطس 17, 2011 7:08 am من طرف admin
» بصمات تبكيني دما لا دمعا
الأربعاء أغسطس 17, 2011 7:04 am من طرف احساس طفلة
» قصة الفيلسوف والديك
الخميس يونيو 16, 2011 1:35 am من طرف admin