لا يذكر اسم الطائفة السنية في وسائل الإعلام اللبنانية, أو في الأدبيات والتصريحات السياسية, إلا مصحوبا بكلمة الكريمة, ليس فقط لأنها حملت لواء الوطنية والعروبة, ولكن لأنها لم تتورط في النزاعات الطائفية.
التي تميز تاريخ لبنان منذ1860, وفي إراقة الدماء كغيرها من الطوائف, ولأنها اعتادت في وقت الأزمات أن تقدم وتتنازل عن مقعد نيابي أو منصب حكومي هنا أو هناك لغيرها من الطوائف لحل الأزمات حقنا للدماء وحفاظا علي وحدة لبنان ومنعا للانقسام.
هي طائفة كريمة وإنسانية أيضا, فهي ملجأ للحماية وملاذ آمن يقصده أبناء الطوائف الأخري وقت النزاعات المسلحة بينها, ويتجلي ذلك في المكانة التي يحتلها الشيخ الأوزاعي في الأوساط المسيحية الذي احتمي به مسيحيون لإنقاذهم من القتل.
الطائفة السنية في لبنان بهذا التاريخ وبتلك المواقف وبهذه المعاني, لم تكن طائفة بل كانت هي لبنان, أو علي الأقل عنوانه, فقد كانت كل طائفة تشعر أن الطائفة السنية حليفتها.
حتي عندما فرضت الحرب الأهلية(75 ـ1990) علي السنة أن يكونوا طائفيين, فقد رفضوا أن يكونوا كذلك, ولم يتورطوا في الحرب الأهلية, فسنة لبنان كانوا الطائفة الوحيدة في البلد التي لا تمتلك سلاحا للدفاع عن نفسها, فقد كان تاريخها ومواقفها هي خط الدفاع الأول والأخير, لذا عندما تعرضت للعدوان كان سلاح منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان حينئذ هو المدافع عنها. وحتي عندما خرج من الطائفة تنظيم المرابطون المسلح اضطراريا ضد الانعزاليين, وتحالفت عليه قوي الشر في عام1985, لم تفكر الطائفة في الانتقام أو في إنشاء تنظيم مسلح جديد, وصفحت من أجل السلام والوحدة الوطنية وإعادة إعمار البلد بعد الحرب عن قتلة رمزها الديني مفتي الجمهورية الشهيد الشيخ حسن خالد ورمزها السياسي رئيس الحكومة رشيد كرامي.
لكن منذ اغتيال رمزها السياسي الجديد الشهيد رفيق الحريري عام2005, تواجه الطائفة السنية تحديات تهددها بخطر الانقسام.
تحت وقع الجريمة الجديدة وضغوطها دخل قيادات الطائفة بها الي حملات اتهام سياسي لسوريا باغتيال الحريري وتحريض مذهبي اعترف سعد نجل الشهيد بخطئه واعتذر من سوريا بعد خمس سنوات لكن أثار مرحلة الاتهام والتحريض لاتزال آثارها قائمة, كونه كان من ضحايا سقوط قتلي من العمال السوريين في لبنان ووقوع سوريا تحت عقوبات ومقاطعة دولية, كما دخل قيادات الطائفة بها الي تحالفات مع قوي مسيحية كانت حليفة سابقة لسوريا, ونشب نزاع مع الطائفة الشيعية وتصعيد للخلافات المذهبية, وتجلي هذا النزاع في منح الشرعية لتنظيم أصولي سني فلسطيني( حزب التحرير) محظور في كل الدول العربية والإسلامية, فضلا عن ملاحقة قياداتها باتهام أنها تسعي لإقصاء للزعامات السنية الأخري.
فقد فشلت كل المحاولات ـ قبل الحرب الأهلية وبعدها ـ في تجريد الطائفة السنية من دورها, واتهمتهم القوي الموالية لسوريا بدعم الفلسطينين السنة, واتهمتهم تيارات أخري بالتحالف مع القوي المسيحية للاستئثار بالسلطة, لكن الطائفة السنية ظلت متماسكة برغم سقوط الشهداء حتي جاء رفيق الحريري كمشروع سياسي للسنة, ومن ثم كان لاغتياله وقع الصدمة علي الطائفة.
أسفرت هذه الصدمة عن انقسام الطائفة بين المرجعيات الدينية, فإلي جانب مرجعية مفتي الجمهورية بات هناك مرجعيات مثل جماعة الاخوان المسلمين وحزب التحرير وجماعة الأحباش والجماعة الإسلامية والجماعات السلفية وبعضها يحمل أفكارا تكفيرية, وصولا الي التنظيمات السنية المسلحة علي نحو ما شهده لبنان في أحداث مخيم نهر البارد.
وبنفس القدر, أسفرت الصدمة عن انقسامات سياسية, فبعد ما كان رفيق الحريري يحظي بتأييد أغلبية ساحقة بالوسط السني في الانتخابات البرلمانية, منح السنة نجله سعد في الانتخابات الأخيرة نحو62% من الأصوات, فباتت الـ38% الأخري تمثل معارضة سنية للقيادة السياسية السنية للطائفة السنية, ولتوجهاتها وخياراتها السياسية, لاسيما ضد سوريا وسلاح حزب الله.
تزايدت مخاطر المزيد من الانقسام خلال الآونة الأخيرة في ضوء الخلاف بين فريقي14 و8 آذار والذي أدي لانهيار الحكومة برئاسة سعد الحريري.
وقد جاء قبول القيادي السني نجيب ميقاتي ترشيح المعارضة له لرئاسة الحكومة الجديدة بعد إسقاطها حكومة الحريري, ودعم كتلة نواب طرابلس أحمد كرامي وقاسم عبدالعزيز ومحمد الصفدي( الي جانب ميقاتي) مرشح المعارضة ـ لاسيما الصفدي القيادي بتيار المستقبل ووزير الاقتصاد والتجارة في حكومة الحريري ـ ليفجر الأوضاع داخل الطائفة السنية, حيث اتهمتهم قيادات سنية في التيار بالخيانة, وشن رجال دين حملات ضدهم بدعوي تآمرهم مع المعارضة علي زعيم الطائفة الحريري.
كانت تلك التداعيات لموقف ميقاتي ونواب طرابلس ـ التي اتخذوها تحت عنوان انقاذ لبنان من حريق هائل ـ كفيلة باندلاع اضطرابات وأعمال عنف لأول مرة داخل الطائفة السنية في طرابلس بين أنصار كل من الفريقين وسط مخاوف من اتساعها.
ويبذل فريق من حكماء الطائفة حاليا جهودا من أجل منع حدوث شرخ كبير واتساع الخلافات, ويعول أبناء الطائفة الوطن علي الحكماء من أجل استعادة وحدة طائفة لم تعرف لغة الأنا في تاريخها بعكس طوائف أخري لتدارك أي أحداث مأساوية تسئ الي تاريخ الطائفة السنية الكريمة.
التي تميز تاريخ لبنان منذ1860, وفي إراقة الدماء كغيرها من الطوائف, ولأنها اعتادت في وقت الأزمات أن تقدم وتتنازل عن مقعد نيابي أو منصب حكومي هنا أو هناك لغيرها من الطوائف لحل الأزمات حقنا للدماء وحفاظا علي وحدة لبنان ومنعا للانقسام.
هي طائفة كريمة وإنسانية أيضا, فهي ملجأ للحماية وملاذ آمن يقصده أبناء الطوائف الأخري وقت النزاعات المسلحة بينها, ويتجلي ذلك في المكانة التي يحتلها الشيخ الأوزاعي في الأوساط المسيحية الذي احتمي به مسيحيون لإنقاذهم من القتل.
الطائفة السنية في لبنان بهذا التاريخ وبتلك المواقف وبهذه المعاني, لم تكن طائفة بل كانت هي لبنان, أو علي الأقل عنوانه, فقد كانت كل طائفة تشعر أن الطائفة السنية حليفتها.
حتي عندما فرضت الحرب الأهلية(75 ـ1990) علي السنة أن يكونوا طائفيين, فقد رفضوا أن يكونوا كذلك, ولم يتورطوا في الحرب الأهلية, فسنة لبنان كانوا الطائفة الوحيدة في البلد التي لا تمتلك سلاحا للدفاع عن نفسها, فقد كان تاريخها ومواقفها هي خط الدفاع الأول والأخير, لذا عندما تعرضت للعدوان كان سلاح منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان حينئذ هو المدافع عنها. وحتي عندما خرج من الطائفة تنظيم المرابطون المسلح اضطراريا ضد الانعزاليين, وتحالفت عليه قوي الشر في عام1985, لم تفكر الطائفة في الانتقام أو في إنشاء تنظيم مسلح جديد, وصفحت من أجل السلام والوحدة الوطنية وإعادة إعمار البلد بعد الحرب عن قتلة رمزها الديني مفتي الجمهورية الشهيد الشيخ حسن خالد ورمزها السياسي رئيس الحكومة رشيد كرامي.
لكن منذ اغتيال رمزها السياسي الجديد الشهيد رفيق الحريري عام2005, تواجه الطائفة السنية تحديات تهددها بخطر الانقسام.
تحت وقع الجريمة الجديدة وضغوطها دخل قيادات الطائفة بها الي حملات اتهام سياسي لسوريا باغتيال الحريري وتحريض مذهبي اعترف سعد نجل الشهيد بخطئه واعتذر من سوريا بعد خمس سنوات لكن أثار مرحلة الاتهام والتحريض لاتزال آثارها قائمة, كونه كان من ضحايا سقوط قتلي من العمال السوريين في لبنان ووقوع سوريا تحت عقوبات ومقاطعة دولية, كما دخل قيادات الطائفة بها الي تحالفات مع قوي مسيحية كانت حليفة سابقة لسوريا, ونشب نزاع مع الطائفة الشيعية وتصعيد للخلافات المذهبية, وتجلي هذا النزاع في منح الشرعية لتنظيم أصولي سني فلسطيني( حزب التحرير) محظور في كل الدول العربية والإسلامية, فضلا عن ملاحقة قياداتها باتهام أنها تسعي لإقصاء للزعامات السنية الأخري.
فقد فشلت كل المحاولات ـ قبل الحرب الأهلية وبعدها ـ في تجريد الطائفة السنية من دورها, واتهمتهم القوي الموالية لسوريا بدعم الفلسطينين السنة, واتهمتهم تيارات أخري بالتحالف مع القوي المسيحية للاستئثار بالسلطة, لكن الطائفة السنية ظلت متماسكة برغم سقوط الشهداء حتي جاء رفيق الحريري كمشروع سياسي للسنة, ومن ثم كان لاغتياله وقع الصدمة علي الطائفة.
أسفرت هذه الصدمة عن انقسام الطائفة بين المرجعيات الدينية, فإلي جانب مرجعية مفتي الجمهورية بات هناك مرجعيات مثل جماعة الاخوان المسلمين وحزب التحرير وجماعة الأحباش والجماعة الإسلامية والجماعات السلفية وبعضها يحمل أفكارا تكفيرية, وصولا الي التنظيمات السنية المسلحة علي نحو ما شهده لبنان في أحداث مخيم نهر البارد.
وبنفس القدر, أسفرت الصدمة عن انقسامات سياسية, فبعد ما كان رفيق الحريري يحظي بتأييد أغلبية ساحقة بالوسط السني في الانتخابات البرلمانية, منح السنة نجله سعد في الانتخابات الأخيرة نحو62% من الأصوات, فباتت الـ38% الأخري تمثل معارضة سنية للقيادة السياسية السنية للطائفة السنية, ولتوجهاتها وخياراتها السياسية, لاسيما ضد سوريا وسلاح حزب الله.
تزايدت مخاطر المزيد من الانقسام خلال الآونة الأخيرة في ضوء الخلاف بين فريقي14 و8 آذار والذي أدي لانهيار الحكومة برئاسة سعد الحريري.
وقد جاء قبول القيادي السني نجيب ميقاتي ترشيح المعارضة له لرئاسة الحكومة الجديدة بعد إسقاطها حكومة الحريري, ودعم كتلة نواب طرابلس أحمد كرامي وقاسم عبدالعزيز ومحمد الصفدي( الي جانب ميقاتي) مرشح المعارضة ـ لاسيما الصفدي القيادي بتيار المستقبل ووزير الاقتصاد والتجارة في حكومة الحريري ـ ليفجر الأوضاع داخل الطائفة السنية, حيث اتهمتهم قيادات سنية في التيار بالخيانة, وشن رجال دين حملات ضدهم بدعوي تآمرهم مع المعارضة علي زعيم الطائفة الحريري.
كانت تلك التداعيات لموقف ميقاتي ونواب طرابلس ـ التي اتخذوها تحت عنوان انقاذ لبنان من حريق هائل ـ كفيلة باندلاع اضطرابات وأعمال عنف لأول مرة داخل الطائفة السنية في طرابلس بين أنصار كل من الفريقين وسط مخاوف من اتساعها.
ويبذل فريق من حكماء الطائفة حاليا جهودا من أجل منع حدوث شرخ كبير واتساع الخلافات, ويعول أبناء الطائفة الوطن علي الحكماء من أجل استعادة وحدة طائفة لم تعرف لغة الأنا في تاريخها بعكس طوائف أخري لتدارك أي أحداث مأساوية تسئ الي تاريخ الطائفة السنية الكريمة.
الأربعاء ديسمبر 07, 2011 3:14 pm من طرف الصمت الحـزين
» فتاه عزباء تنام مع شاب ليله كامله فى غرفه واحده
الأربعاء ديسمبر 07, 2011 2:08 pm من طرف الصمت الحـزين
» انا جيييت نورت المنتدى
الأربعاء ديسمبر 07, 2011 2:01 pm من طرف الصمت الحـزين
» (ساقطون بالخط العريض)
السبت ديسمبر 03, 2011 6:51 pm من طرف الصمت الحـزين
» الْحَيــَـآهـ مَدْرَسَهْـ وَالْج ـــرْح أَحَد فُصُولَهَا
السبت ديسمبر 03, 2011 6:33 pm من طرف الصمت الحـزين
» النساء اولاً
السبت ديسمبر 03, 2011 6:22 pm من طرف الصمت الحـزين
» تمسك بخيوط الشمس
الأربعاء أغسطس 17, 2011 7:08 am من طرف admin
» بصمات تبكيني دما لا دمعا
الأربعاء أغسطس 17, 2011 7:04 am من طرف احساس طفلة
» قصة الفيلسوف والديك
الخميس يونيو 16, 2011 1:35 am من طرف admin