الرئيسية
أحدث الصور
أخر الأخبار 
من طرف واقعة الاعتداء على الشيخ خالد الجندي أمام التليفزيون المصري هي حلقة في مسلسل البحث عن الفضائح التي تسيطر على المجتمع المصري حاليا، وتفاصيل القصة لاتهم لكن مايهمنا هو العلاقة بين الخصخصة والفضائح التي انتشرت في المجتمع ، رغم أن هذا المجتمع تحلى عبر تاريخه بقيمة "الستر" ،وكان المصريون يطلبون الستر أكثر من أي... طموح آخر ،والفلاحون يتمونون ستر بناتهم ،أي تزويجهن ،وجسدت الاغنيات الشعبية هذه القيمة (قولوا لابوها إن كان جعان يتعشى) كما ان المصريين لايطلبون من الله رد القضاء ولكن اللطف فيه.
مالذي جرى؟
هل صار التكالب على الثروة أكبر من أي قيمة اخرى؟
كيف وصل الفساد الى الشيوخ والقساوسة من بعد ان تمترس في أوساط المال والاعمال والفن؟
كان الزعيم جمال عبد الناصر يتندر على شيوخ المساجد البسطاء في القرى ،ويصفهم بأنهم قادرون على إعطاء أي فتوى مقابل "بطة" او حتى "فرخة" ،وقد صور صلاح ابو سيف في فيلمه العبقري "الزوجة الثانية " الشيخ الذي ينصح الفلاح المسكين "ابو العلا" ان يطلق زوجته لكي يتزوجها العمدة بدعوى وجوب طاعة الله والرسول وأولي الامر،لقد تغيرت الدنيا وتبدلت مصر من دولة تبحث عن العدالة الاجتماعية الى موكب الرأسمالية،وظهر الشيوخ الرأسماليون الجدد كعنوان لمرحلة الانفتاح سداح مداح،حيث يتراوح دخل الشيخ فيهم حوالي مليون دولار سنويا ،وهم منتشرون في فضائيات تبث اسلاما غير اسلامنا الحنيف ،وتقدم فتاوي حسب "تيك اواي" الطلب، وتروج لثقافة دينية لاتحض على الجهاد أو النضال او التصدي لأعداء الداخل والخارج، بل هم يعملون في محطات فضائية يمتلكها امراء اثروا من مال الشعب وليس بعرقهم وكفاحهم ،وليست الكنيسة بعيدة عن ذلك ،فقد نشرت الصحف منذ أعوام قصة قس خرج عن آداب المسيحية ،وأعراف الكنيسة،وتورط في علاقة غرامية ساخنة تم تصويرها، وكانت فضيحة مدوية لاتقل عن فضائح اخرى تتسرب بين حين وآخر.
يكشف مثل هذا المشهد بجلاء عن مساحة نوعية مهمة يتداخل فيها الديني مع حقائق الاقتصاد والاجتماع لينتج ظاهرة كالدعاة الجدد جوهرها إسباغ الشرعية الدينية على أنماط استهلاكية شائعة في أعلى الهرم المجتمعي وصوغ لغة وعظية جديدة برمزية ومفردات يفهمها ويتفاعل معها أبناء الطبقات العليا والوسطى.
يستحيل الخطاب الديني إذاً إلى جزء من نسق أكبر هو المجتمع الاستهلاكي ويرتبط عضوياً بالمستفيدين منه على حساب ضحاياه من فقراء ومهمشين، وتلك حقيقة يندر أن تدرك تداعياتها حين النظر إلى الوضعية المعاصرة للدين في الفضاء العام المصري. فالأمر لم يعد يقتصر على مد سياسي ذي مرجعية دينية سلمية (جماعة الإخوان المسلمين) أو عنفية (الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد قبل المراجعات) ومن العبث كذلك اختزاله في سرديات فضفاضة عن عمليات متتابعة لأسلمة المجتمع دونما إشارة إلى الدينامية الواقعية لمثل هذه العمليات وجدلية التأثير والتأثر المتبادل بينها وبين ظواهر حاكمة أخرى. ففي حين يشكل التوظيف السياسي الاحتجاجي للمرجعية الدينية العماد الأهم لفعاليات المعارضة، يتحالف الوعظ الديني المشرعن للمجتمع الاستهلاكي مع نخبة الحكم والمجموعات المستفيدة من توجهاتها ويلتقي وظيفياً وإن اختلف في المضمون والرمزية مع الخطاب الديني الرسمي التابع للدولة.
هكذا قال باحث جاد هو عمرو حمزاوي ،وأضاف "هناك تحول جذري طرأ على الجوهر الناظم لعلاقة الدولة والمجتمع في بر مصر ويدفع بها سريعاً نحو نمط الدولة الضعيفة - المجتمع الفتي الذي عهدناه في لحظات الانعتاق من السلطوية في دول أوروبا الوسطى والشرقية بداية التسعينيات. اليوم تدفع نخبة الحكم ثمن إخفاقها في تحقيق التنمية وعدالة الحد الأدنى وانقلابها على الغالبية الساحقة من المصريين بتراجعات مستمرة في الفضاء الاقتصادي والاجتماعي يستحيل معها احتمال قمع الحركات المطلبية الشعبية المتصاعدة الذي بات يبدو استراتيجية غير قابلة للتطبيق لارتفاع كلفتها. وأغلب الظن أن ذات الصيرورة ستطال الحياة السياسية لتحررها من ثنائية المضمون السلطوي والواجهة التعددية"
ماهي انعكاسات هذا التحليل على الواقع؟لايمر يوم إلا وتدوي فيه فضيحة مالية أو أخلاقية تؤثر على صورة القدوة في المجتمع ،وقد طالت الفضائح كل شرائح المجتمع ،من رجال الشرطة والقضاء إلى رجال الأعمال مرورا بأهل الفن والثقافة، ومنذ أسابيع تم القبض على قاض رفيع المستوى في قضية رشوة تورط فيها أيضا صاحب إحدى الشركات السياحية ،ويتذكر الناس قصة شريط فيديو تسرب الى الاسواق يجمع الفنانة دينا بزوجها-عرفيا- رجل الاعمال حسام ابو الفتوح المحبوس حاليا على ذمة قضايا مالية وبنكية،وتساءل المصريون عن السبب الذي يدفع رجلا ان يصور زوجته في لحظة حميمية يفترض أنها خاصة جدا ،وهناك رجل صناعة(قطاع عام) قدم مليون جنيه عدا ونقدا مهرا لزوجته الجديدة فتفاخرت بذلك في جلسة بنادي الجزيرة ،فاذا العصفورة تنقل الخبر الى النيابة لتضع نهاية سريعة للزوجة الثانية لأن زوجها المليونير 0الذي كان موظفا مسكينا- صار وراء القضبان ليس بسبب كيد النساء، وانما لأنه أحد أباطرة الفساد في البلاد ،وهو واحد من الذين تعمدوا تخريب المصنع حتى يسهل بيعه في موسم الخصخصة.
ويتداول الطلاب حاليا قصة تسريب اسئلة امتحانات الثانوية العامة في احدى محافظات الصعيد ،وثمة اتهامات لعضو مجلس شعب وضباط كبارا في الشرطة ومسؤولين في الوزارة،بما يخل بمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين الطلاب ، وهو مبدا غائب تماما في المجتمع المصري حيث الرجل المناسب في المكان غير المناسب ،فالمثقفون الاكفاء يقعون حاليا في أدنى الهرم الاجتماعي في حين صعد لصوص البنوك،والدجالون الى القمة.
وقد فقد البرلمان هيبته بعد أن ضم تحت القبة أعضاء من كبار تجار المخدرات وتجار العملة وناهبي البنوك ،ناهيك عن بعض نواب الحزب الوطني الذين حصلوا على الحصانة بالتزوير أو بالبلطجة.
أين هالة سرحان وقد كانت نجمة برامج الفن الرأسمالي الترفيهي الذي لاعلاقة له بالتزام سياسي أو فكري،وكانت عنوانا لعصر الاعلام الخليجي الطارد للثقافة والمطارد للفكر؟
أين ممدوح اسماعيل بطل العبارة التي استشهد فيها بغير حق اكثر من ألف عامل مصري فقير؟
لقد اختفى كثيرون من أباطرة المال والاعمال بعد لن تحولت كل القيم النبيلة الى سلع تباع وتشترى بمختلف الاثمان
» فتاه عزباء تنام مع شاب ليله كامله فى غرفه واحده
» انا جيييت نورت المنتدى
» (ساقطون بالخط العريض)
» الْحَيــَـآهـ مَدْرَسَهْـ وَالْج ـــرْح أَحَد فُصُولَهَا
» النساء اولاً
» تمسك بخيوط الشمس
» بصمات تبكيني دما لا دمعا
» قصة الفيلسوف والديك