تعاليم الإسلام صريحة وواضحة في مجال الدعوة إلي بناء الأسرة السليمة القوية المتماسكة الخالية من الأمراض..هذه حقيقة لا ينكرها عاقل,
وتتفرع عنها حقائق أخري مهمة منها حرص الإسلام علي إنجاب أجيال صحيحة قوية قادرة علي المشاركة في البناء والتقدم والنهوض في شتي المجالات.
ولتحقيق هذه الغاية السامية تبرز دعوة الإسلام إلي حسن اختيار الزوجين, حتي تكون ثمرة زواجهما إضافة إيجابية في بناء الأسرة والمجتمع والأمة كلها...
وقد أخبرنا الرسول صلي الله عليه وسلم بأن المؤمن القوي أحب إلي الله من المؤمن الضعيف, الأمر الذي يلفتنا إلي العناية بصحة الأجيال الجديدة.
وديننا ليس منغلقا علي أدوات عصر معين, وإنما يتسع بتعاليمه وقيمه وأحكامه لاستيعاب كل جديد نافع يحقق سلامة الأسرة ويضمن صحة أبنائها... ومن ذلك الفحوص الطبية قبل الزواج التي تستهدف الوصول إلي سلامة الأسرة, وضمان استقرارها واستمرارها. البعض يتحمس لتلك الفحوص بشدة, وفي الوقت نفسه هناك من يرفضها... فماذا يقول عنها علماء الدين؟
الإسلام يدعو للأخذ بالأسباب
الدكتورة آمنة نصير الأستاذ بجامعة الأزهر تقول: الفحص الطبي قبل الزواج يعد من الأمور المهمة التي نستشف حرص الإسلام عليها من خلال مبدأ الأخذ بالأسباب الذي يدعو إليه الإسلام, وهذه الفحوصات تعد ضرورية قبل أن يدخل الشاب والفتاة في تجربة الزواج الرسمية, فإذا أقدم الشباب والفتيات علي الفحص الطبي فإنهم بذلك سيوفرون علي أنفسهم الكثير من المشكلات التي ربما تؤدي لنهاية مأساوية بعد اكتشاف مرض معين لدي أحد الطرفين بعد الزواج, ولذلك مادام هناك وسائل لمنع وقوع ضرر في المستقبل, فلابد من أن نتطرق إلي تلك الوسائل, ونسعي للاستفادة منها, ولا ضرر في حالة وجود أمراض أن يتم علاجها قبل الزواج, وفي حالة وجود أمراض مستعصية فهذه القضية يجب أن تؤخذ بالعقل, وليس من باب الإحراج, وهذا أيضا من باب الأخذ بالأسباب, فعدم إتمام الزواج في تلك الحالة قد يكون أفضل من ولادة طفل مشوه أو التفكير في التخلص من الجنين المشوه, وهذه قضية خطيرة, ولا أري أي مانع من حيث الشرع أو العقل في تجنب الزواج من شخص مريض حفاظا علي صحة الأطفال, فيما بعد وتجنبا لحدوث مشكلات أسرية ونفسية تحول الحياة الزوجية إلي جحيم, وتقضي علي استمرار الزواج, والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قال في الحديث الشريف لكل داء دواء كما أن الحق سبحانه وتعالي قال فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وهذا يؤكد لنا القاعدة الإسلامية المهمة التي تتمثل في الأخذ بالأسباب وسؤال أهل العلم.
حماية النسل
أما الدكتور أحمد كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر فيقول: انطلاقا من اهتمام الإسلام بالتفكير في مستقبل الذرية, والحرص علي إنجابها قوية, ولأن الهدف من الزواج يتمثل في تحقيق السعادة للزوجين وإنجاب الذرية الصالحة لذلك ينبغي الاهتمام بالمواصفات الصحية والتفكير فيها والأخذ بها والرسول صلي الله عليه وسلم قال تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس.. فالزواج يجب أن يبني علي المصارحة والمكاشفة خصوصا في حالة مرض أحد الطرفين بمرض عضوي غير ظاهر قد يعوقه عن أداء واجبات الزوجية, وقد يؤثر علي الذرية, فيما بعد, وإذا كان أحد الطرفين يعاني مشكلة تمنعه من إتمام العلاقة الزوجية فإنه لا يستحب الزواج, لما يمكن أن ينتج عنه من مشكلات نفسية واجتماعية كبيرة.. لكن إذا كان أحد الطرفين مصابا, وأخفي عن الطرف الثاني إلي ما بعد إتمام الزواج فإنه يحق للطرف المتضرر فسخ الزواج, ولذلك فالفحص الطبي قبل الزواج ضروري, بل ومباح ومشروع للحفاظ علي الذرية, والرسول صلي الله عليه وسلم قال: لا ضرر ولا ضرار وإذا كان الإسلام قد وضع هذا كله للبدء في تكوين أسرة صالحة في نفسها ولمجتمعها, فلا نستغرب أن يكون الإسلام قد اهتم في تأسيسه للأسرة بالاطمئنان علي صحة كلا الخاطبين قبل الزواج, وخلو كل منهما من العيوب التي لا يصلح معها هذا الزواج, وإذا كانت الشريعة تقر فسخ الزواج الذي تبين فيه عيوب أحد الزوجين, فمن باب أولي عدم إتمام هذا الزواج, فالمضار في هذه العيوب أن تكون عيوبا مستحكمة لا يمكن البرء منها بعد زمن طويل, ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيما رجل تزوج امرأة فدخل بها ووجدها برصاء أو مجنونة أو مجذوبة فلها الصداق بمسيسه إياها, وهو له علي غرة منها, وعلي أثر هذه الأحاديث نقول إنه من الضروري وجود كشف طبي قبل الزواج علي ان يتم ذلك من خلال عدة أمور أولها عدم المبالغة في استقصاء كل العيوب لدي الزوجين, فليس من الخفي أن الإنسان لا يخلو من عيوب, وإنما نعني بهذه العيوب ما لا يمكن معه استمرار الزواج واستقراره سواء تلك العيوب التي اتفق عليها علماء الشريعة مثل العنة والجنون والجذام والبرص أو ما يشابه ذلك في العصر الحديث, خاصة مع انتشار أمراض لم تكن معروفة من قبل كمرض الإيدز وغيره.
.. وحدد شروطا للزواج
الدكتور خالد سعيد مدرس بكلية أصول الدين جامعة الأزهر: يقول اتفق علماء الشريعة علي أن سلامة الزوج والزوجة من بعض العيوب شرط أساسي لوجوب الزواج, وقد حصر الفقهاء العيوب التي تسبب فسخ عقد الزواج, وتمثلت في الجنون المطبق والجزام والبرص, وهذه عيوب مشتركة بين الرجال والنساء, أما العيوب التي تخص الرجال, فهي العنة والجب, وما يخص النساء يتمثل في عيوب تحول دون المعاشرة الزوجية, ومما لاشك فيه أن الزواج الشرعي هو اللبنة الأولي لتكوين أسرة تسعد نفسها وتسعد مجتمعها, وهو أمر من الله تعالي منذ بدء وجود الإنسان, وليس طفرة حدثت للإنسان في أحد مراحل وجوده علي هذه الأرض, وقد تحدث القرآن الكريم عن أول زواج تم علي ظهر هذه الدنيا بإذن من الله وشهود ملائكته قال تعالي ويا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة, فالزواج فطرة من فطر الإنسانية, ولا نعرف دينا من الأديان السماوية إلا وكان للزواج فيه المكان الأول مما يستدعي العناية الفائقة والاحترام, والإسلام لا يبني الأسرة بناء عشوائيا دون حسابات أو استعدادات, بل إنه يبدأ بخطوات منطقية تنتهي بنتائج مثمرة, فالفرد الصالح هو نتاج أسرة صالحة والعكس صحيح, من خطوات بناء الأسرة الاختبار في دائرته الشرعية أي تعرف كل من الطرفين ما لصاحبه من المزايا الجسمية والفكرية, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف وبناء علي ما سبق, فإننا نؤكد أن الفحوصات الطبية هي من نتاج هذا العصر بما فيه من تقدم علمي وثورة هائلة في مجال الجينات الوراثية, وبالتالي نقر أن الفحص الطبي قبل الزواج من الشروط الواجبة التي يحث عليها الإسلام, بناء علي جملة الشروط السابقة التي حددها الشرع في اختيار الزوج أو الزوجة, كما أن من خطوات بناء الأسرة التشجيع علي تحقيق هذه الفطرة, يقول الرسول صلي الله عليه وسلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج, فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج, ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء كذلك فإن الإسلام يوصي باختيار من له دين, وخلق ويحذر من الاعتماد علي مجرد الجمال أو الحسب أو المال, يقول الرسول صلي الله عليه وسلم من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذلا ومن تزوجها لمالها لم يزده الله إلا فقرا, ومن تزوجها لم يرد بها إلا أن يغض بصره, ويحصن نفسه بارك الله له فيها وبارك لها فيه, ويحذر الرسول صلي الله عليه وسلم من الاختيار السيء فيقول: إياكم وخضراء الدمن المرأة الحسناء في المنبت السوء ويقول أيضا صلي الله عليه وسلم أنظر أي نصاب تضع ولدك فإن العرق دساس.
للأبناء حقوق في الإسلام
يقول الدكتور لطفي عفيفي أستاذ الفقة بجامعة الأزهر: الأبناء هم الثمرة المرجوة من الزواج, والإنجاب هو المقصد الأهم من مقاصد النكاح, وذلك لأنهم يمثلون بذور الحياة الإنسانية في المستقبل والجيل الجديد الذي يرث الحياة ويحفظ استمرارها عبر الزمن, لذلك كان لابد من الاعتناء بهم عناية خاصة لضمانة صحتهم النفسية والجسمية والعقلية والروحية, وقد اهتم الاسلام اهتماما فائقا بالأبناء وجعل لهم علي الأسرة حقوقا يجب عليهما القيام بها كما ينبغي, ولم يغفل الارشاد النبوي الكريم لفت أنظار المسلمين إلي أمر يعد من أهم الأمور التي ينبغي التمسك بها وهو التحسب لما بعد الزواج وتحري سبل الرشاد في إنتاج ثمرة راقية قوية يقوي بها بناء المجتمع, فنادي بالبعد عن زواج القريبات حتي لا يكون من ثمرة هذا الزواج إيجاد جيل ضعيف ـ فمن باب أولي الأخذ بأساليب التطور الحديثة الهائلة والاستفادة من توظيف الجينات الوراثية التي تتنبأ بإصابة الأجنة بأمراض تحدث عاهات مدمرة تكون عبئا علي الأسرة والمجتمع, ولقد أخبرنا الرسول صلي الله عليه وسلم أن المؤمن القوي أحب إلي الله من المؤمن الضعيف, ولقد ورد في الأثر أن رجلا جاء بابنه إلي عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال ابني هذا يعقني فقال عمر للابن أما تخاف من عقوق والدك فإن من حق الوالد كذا وكذا فقال الابن: يا أمير المؤمنين أما للابن حق علي والده؟ قال عمر رضي الله عنه: عليه أن يختار أمه ويحسن اسمه ويعلمه الكتاب, قال الابن فوالله ما انتخب أمي ولا انتقاها فما هي إلا أمة اشتراها بأربعمائة درهم, ولا أحسن تسميتي فقد سماني جعلا ولا علمني من كتاب الله آية واحدة! فالتفت عمر إلي الأب وقال: يا هذا تقول ابني يعقني وقد عققته قبل أن يعقك.
.. ويحث علي التداوي
أما الدكتور زكي عثمان الأستاذ بجامعة الأزهر فيقول: الاسلام دين ونظام ومنهج حياة ومن سمات هذا المنهج اهتمامه بالصحة والتي هي تاج عظيم يحسد عليه الانسان, يقول الرسول صلي الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ومما لا شك فيه أن صحة الأبدان مقوم مهم يواجه به الانسان السوي الأمراض المختلفة, والصحة مقصد سام من مقاصد الشريعة الاسلامية, وعلي الانسان أن يحقق هذا المقصد بالمحافظة علي الصحة إذا مرض فليتداوي, والأمراض تحدث عنها القرآن سواء أكانت مادية أو معنوية في أكثر من اثنتين وعشرين آية, فقد قال عز وجل في سورة الشعراء علي لسان سيدنا إبراهيم وإذا مرضت فهو يشفين, والأمراض تعتلي جسم الانسان ونفسيته, والانسان الذي يود أن يكون قويا يتخلص من الداء بالأدوية المحللة شرعا فما من داء إلا وخلق الله له الدواء إلا داء الهرم والموت, وإذا أراد الإنسان أن يكون له نسل قوي فليبدأ بالفحوصات قبل الزواج حتي لا تكون هناك أمراض وراثية تؤثر في البنية الجسدية, وعلي الانسان أن يعالج نفسه كلما وجد انه في احتياج إلي استخدام الأدوية التي جعلها الله سببا في شفائه, والعرب منذ القدم كانوا يعرفون الاطباء وكان الطبيب يسمي الحكيم حتي في عهد النبي صلي الله عليه وسلم كان اذا وجد مريضا ومرضه عضال يقول له هلا ذهبت إلي الحكيم الفلاني من كلدا( وهي منطقة معروفة بتواجد كثير من الحكماء فيها في شبه الجزيرة العربية), والصحة في الاسلام لها جانبان مهمان يتعلقان بالطب, فلدينا الطب الوقائي في الاسلام وهو أن الأنسان يقي نفسه من الأمراض قبل أن تعتليه عن طريق الابتعاد عن كل ما هو مفتر ومخدر ومسكر والابتعاد عن كل ما حرم الله من أكل الميتة, والدم ولحم الخنزير وكل أطعمة ملوثة, أما الجانب الثاني حين وقوع المرض علي الانسان وعليه أن يبادر بالدواء فما من داء إلا وجعل الله له دواء يستطب به ويشفي من خلاله, ولذا ندرك أن الاسلام يهتم بالصحة بشتي أنواعها البدنية والنفسية والبيئية.
ليست من الغيب
والدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر يقول: الفحوصات الطبية التي تجري قبل الزواج تعد من الواجبات التي تعود بالنفع والخير علي المجتمع المسلم, والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف والحق سبحانه وتعالي يقول وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة, وهنا لابد أن نؤكد بعض المفاهيم التي تغيب عن العامة ونوضح لهم أن الفحوصات الطبية قبل الزواج والتي تبين ما قد يؤثر علي الأطفال فيما بعد تعد من المتاحات وليست من باب العلم بالغيب ولكنها باب من أبواب التوكل علي الله, فالحق سبحانه وتعالي قد أنار العقول وتطورت البشرية لتكتشف أشكالا جديدة فيها راحة الناس ومادامت وسائل الراحة مطلوبة فلابد أن نسلكها ولا نحيد عنها, فالفحوصات الطبية قد تبين أمراضا وراثية تؤدي لمشاكل وتشوهات في الأجنة أو قد تؤدي لوجود توائم ملتصقة, فعندما نكتشف تلك الأمراض وتعالج أو لا يحدث الزواج يكون أفضل مما قد يحدث بعد ذلك ويكتشف الانسان وجود تشوهات في الأجنة ويسأل عن حرمة إسقاط هذا الجنين, ويدخل في قضايا أخري, والاسلام يحترم العلم ويحترم الطب ويدعو للأخذ بالأسباب العلمية, ويقول الحق سبحانه وتعالي فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون, ولذلك نقول إن الفحوصات الطبية قبل الزواج من مقدمات الخير, والحق سبحانه وتعالي يقول ما أنزلنا عليك القرآن لتشقي.
للعلم قدره ومقداره
أما الدكتور حامد أبو طالب الأستاذ بجامعة الأزهر فيقول: الاسلام يحترم العلم, وقد ثبت علميا أن بعض الأشخاص عند ارتباطهم بفتيات لديهن جينات وراثية معينة فإن ذلك يؤدي لولادة أطفال مشوهين, ومن ثم تنقلب حياة الأسرة إلي جحيم لا يطاق, ومن هنا فإنني أنصح الخاطبين وأسرهما بإجراء الفحص الطبي قبل الزواج حقيقة وليس كما يجري حاليا بأن تكون تلك الشهادات الطبية معدة سلفا لدي المأذون وعليها ختم الطبيب وتتم بشكل روتيني بعيد عن اتخاذ الفحوصات الطبية بشكل علمي مدروس, وهذا يعد نوعا من العبث بمستقبل الخاطب والمخطوبة, ولا شك أن من مصلحة الخاطبين عدم الارتباط اذا تبين أن أحدهما مريض بمرض يؤدي إلي ضعف النسل أو أن أحدهما ليس لديه القدرة علي الزواج والتي سماها الرسول صلي الله عليه وسلم الباءة, فإذا تبين طبيا أن الشاب ليس لديه هذه الباءة أو أن الفتاة لديها مشاكل في الجهاز التناسلي فلا شك أن من مصلحتهما معا عدم الزواج الا اذا زالت تلك العيوب, وهنا يثور سؤال: ما الموقف إذا قبلت الفتاة أن تتزوج بشاب مريض هل من حقها ذلك أم أنه يجب علي المأذون أن يمتنع عن عقد القران فإنني أميل إلي الموقف الثاني لأن صوت العقل يقول بذلك بينما العاطفة الآن تدفع هذه الفتاة إلي الزواج, وعندما تدخل في الزواج تعض أنامل الغيظ وتنقلب الحياة إلي جحيم لأن الزوج ليس لديه ما يضمن بقاء الحياة الزوجية.
وتتفرع عنها حقائق أخري مهمة منها حرص الإسلام علي إنجاب أجيال صحيحة قوية قادرة علي المشاركة في البناء والتقدم والنهوض في شتي المجالات.
ولتحقيق هذه الغاية السامية تبرز دعوة الإسلام إلي حسن اختيار الزوجين, حتي تكون ثمرة زواجهما إضافة إيجابية في بناء الأسرة والمجتمع والأمة كلها...
وقد أخبرنا الرسول صلي الله عليه وسلم بأن المؤمن القوي أحب إلي الله من المؤمن الضعيف, الأمر الذي يلفتنا إلي العناية بصحة الأجيال الجديدة.
وديننا ليس منغلقا علي أدوات عصر معين, وإنما يتسع بتعاليمه وقيمه وأحكامه لاستيعاب كل جديد نافع يحقق سلامة الأسرة ويضمن صحة أبنائها... ومن ذلك الفحوص الطبية قبل الزواج التي تستهدف الوصول إلي سلامة الأسرة, وضمان استقرارها واستمرارها. البعض يتحمس لتلك الفحوص بشدة, وفي الوقت نفسه هناك من يرفضها... فماذا يقول عنها علماء الدين؟
الإسلام يدعو للأخذ بالأسباب
الدكتورة آمنة نصير الأستاذ بجامعة الأزهر تقول: الفحص الطبي قبل الزواج يعد من الأمور المهمة التي نستشف حرص الإسلام عليها من خلال مبدأ الأخذ بالأسباب الذي يدعو إليه الإسلام, وهذه الفحوصات تعد ضرورية قبل أن يدخل الشاب والفتاة في تجربة الزواج الرسمية, فإذا أقدم الشباب والفتيات علي الفحص الطبي فإنهم بذلك سيوفرون علي أنفسهم الكثير من المشكلات التي ربما تؤدي لنهاية مأساوية بعد اكتشاف مرض معين لدي أحد الطرفين بعد الزواج, ولذلك مادام هناك وسائل لمنع وقوع ضرر في المستقبل, فلابد من أن نتطرق إلي تلك الوسائل, ونسعي للاستفادة منها, ولا ضرر في حالة وجود أمراض أن يتم علاجها قبل الزواج, وفي حالة وجود أمراض مستعصية فهذه القضية يجب أن تؤخذ بالعقل, وليس من باب الإحراج, وهذا أيضا من باب الأخذ بالأسباب, فعدم إتمام الزواج في تلك الحالة قد يكون أفضل من ولادة طفل مشوه أو التفكير في التخلص من الجنين المشوه, وهذه قضية خطيرة, ولا أري أي مانع من حيث الشرع أو العقل في تجنب الزواج من شخص مريض حفاظا علي صحة الأطفال, فيما بعد وتجنبا لحدوث مشكلات أسرية ونفسية تحول الحياة الزوجية إلي جحيم, وتقضي علي استمرار الزواج, والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قال في الحديث الشريف لكل داء دواء كما أن الحق سبحانه وتعالي قال فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وهذا يؤكد لنا القاعدة الإسلامية المهمة التي تتمثل في الأخذ بالأسباب وسؤال أهل العلم.
حماية النسل
أما الدكتور أحمد كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر فيقول: انطلاقا من اهتمام الإسلام بالتفكير في مستقبل الذرية, والحرص علي إنجابها قوية, ولأن الهدف من الزواج يتمثل في تحقيق السعادة للزوجين وإنجاب الذرية الصالحة لذلك ينبغي الاهتمام بالمواصفات الصحية والتفكير فيها والأخذ بها والرسول صلي الله عليه وسلم قال تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس.. فالزواج يجب أن يبني علي المصارحة والمكاشفة خصوصا في حالة مرض أحد الطرفين بمرض عضوي غير ظاهر قد يعوقه عن أداء واجبات الزوجية, وقد يؤثر علي الذرية, فيما بعد, وإذا كان أحد الطرفين يعاني مشكلة تمنعه من إتمام العلاقة الزوجية فإنه لا يستحب الزواج, لما يمكن أن ينتج عنه من مشكلات نفسية واجتماعية كبيرة.. لكن إذا كان أحد الطرفين مصابا, وأخفي عن الطرف الثاني إلي ما بعد إتمام الزواج فإنه يحق للطرف المتضرر فسخ الزواج, ولذلك فالفحص الطبي قبل الزواج ضروري, بل ومباح ومشروع للحفاظ علي الذرية, والرسول صلي الله عليه وسلم قال: لا ضرر ولا ضرار وإذا كان الإسلام قد وضع هذا كله للبدء في تكوين أسرة صالحة في نفسها ولمجتمعها, فلا نستغرب أن يكون الإسلام قد اهتم في تأسيسه للأسرة بالاطمئنان علي صحة كلا الخاطبين قبل الزواج, وخلو كل منهما من العيوب التي لا يصلح معها هذا الزواج, وإذا كانت الشريعة تقر فسخ الزواج الذي تبين فيه عيوب أحد الزوجين, فمن باب أولي عدم إتمام هذا الزواج, فالمضار في هذه العيوب أن تكون عيوبا مستحكمة لا يمكن البرء منها بعد زمن طويل, ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيما رجل تزوج امرأة فدخل بها ووجدها برصاء أو مجنونة أو مجذوبة فلها الصداق بمسيسه إياها, وهو له علي غرة منها, وعلي أثر هذه الأحاديث نقول إنه من الضروري وجود كشف طبي قبل الزواج علي ان يتم ذلك من خلال عدة أمور أولها عدم المبالغة في استقصاء كل العيوب لدي الزوجين, فليس من الخفي أن الإنسان لا يخلو من عيوب, وإنما نعني بهذه العيوب ما لا يمكن معه استمرار الزواج واستقراره سواء تلك العيوب التي اتفق عليها علماء الشريعة مثل العنة والجنون والجذام والبرص أو ما يشابه ذلك في العصر الحديث, خاصة مع انتشار أمراض لم تكن معروفة من قبل كمرض الإيدز وغيره.
.. وحدد شروطا للزواج
الدكتور خالد سعيد مدرس بكلية أصول الدين جامعة الأزهر: يقول اتفق علماء الشريعة علي أن سلامة الزوج والزوجة من بعض العيوب شرط أساسي لوجوب الزواج, وقد حصر الفقهاء العيوب التي تسبب فسخ عقد الزواج, وتمثلت في الجنون المطبق والجزام والبرص, وهذه عيوب مشتركة بين الرجال والنساء, أما العيوب التي تخص الرجال, فهي العنة والجب, وما يخص النساء يتمثل في عيوب تحول دون المعاشرة الزوجية, ومما لاشك فيه أن الزواج الشرعي هو اللبنة الأولي لتكوين أسرة تسعد نفسها وتسعد مجتمعها, وهو أمر من الله تعالي منذ بدء وجود الإنسان, وليس طفرة حدثت للإنسان في أحد مراحل وجوده علي هذه الأرض, وقد تحدث القرآن الكريم عن أول زواج تم علي ظهر هذه الدنيا بإذن من الله وشهود ملائكته قال تعالي ويا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة, فالزواج فطرة من فطر الإنسانية, ولا نعرف دينا من الأديان السماوية إلا وكان للزواج فيه المكان الأول مما يستدعي العناية الفائقة والاحترام, والإسلام لا يبني الأسرة بناء عشوائيا دون حسابات أو استعدادات, بل إنه يبدأ بخطوات منطقية تنتهي بنتائج مثمرة, فالفرد الصالح هو نتاج أسرة صالحة والعكس صحيح, من خطوات بناء الأسرة الاختبار في دائرته الشرعية أي تعرف كل من الطرفين ما لصاحبه من المزايا الجسمية والفكرية, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف وبناء علي ما سبق, فإننا نؤكد أن الفحوصات الطبية هي من نتاج هذا العصر بما فيه من تقدم علمي وثورة هائلة في مجال الجينات الوراثية, وبالتالي نقر أن الفحص الطبي قبل الزواج من الشروط الواجبة التي يحث عليها الإسلام, بناء علي جملة الشروط السابقة التي حددها الشرع في اختيار الزوج أو الزوجة, كما أن من خطوات بناء الأسرة التشجيع علي تحقيق هذه الفطرة, يقول الرسول صلي الله عليه وسلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج, فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج, ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء كذلك فإن الإسلام يوصي باختيار من له دين, وخلق ويحذر من الاعتماد علي مجرد الجمال أو الحسب أو المال, يقول الرسول صلي الله عليه وسلم من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذلا ومن تزوجها لمالها لم يزده الله إلا فقرا, ومن تزوجها لم يرد بها إلا أن يغض بصره, ويحصن نفسه بارك الله له فيها وبارك لها فيه, ويحذر الرسول صلي الله عليه وسلم من الاختيار السيء فيقول: إياكم وخضراء الدمن المرأة الحسناء في المنبت السوء ويقول أيضا صلي الله عليه وسلم أنظر أي نصاب تضع ولدك فإن العرق دساس.
للأبناء حقوق في الإسلام
يقول الدكتور لطفي عفيفي أستاذ الفقة بجامعة الأزهر: الأبناء هم الثمرة المرجوة من الزواج, والإنجاب هو المقصد الأهم من مقاصد النكاح, وذلك لأنهم يمثلون بذور الحياة الإنسانية في المستقبل والجيل الجديد الذي يرث الحياة ويحفظ استمرارها عبر الزمن, لذلك كان لابد من الاعتناء بهم عناية خاصة لضمانة صحتهم النفسية والجسمية والعقلية والروحية, وقد اهتم الاسلام اهتماما فائقا بالأبناء وجعل لهم علي الأسرة حقوقا يجب عليهما القيام بها كما ينبغي, ولم يغفل الارشاد النبوي الكريم لفت أنظار المسلمين إلي أمر يعد من أهم الأمور التي ينبغي التمسك بها وهو التحسب لما بعد الزواج وتحري سبل الرشاد في إنتاج ثمرة راقية قوية يقوي بها بناء المجتمع, فنادي بالبعد عن زواج القريبات حتي لا يكون من ثمرة هذا الزواج إيجاد جيل ضعيف ـ فمن باب أولي الأخذ بأساليب التطور الحديثة الهائلة والاستفادة من توظيف الجينات الوراثية التي تتنبأ بإصابة الأجنة بأمراض تحدث عاهات مدمرة تكون عبئا علي الأسرة والمجتمع, ولقد أخبرنا الرسول صلي الله عليه وسلم أن المؤمن القوي أحب إلي الله من المؤمن الضعيف, ولقد ورد في الأثر أن رجلا جاء بابنه إلي عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال ابني هذا يعقني فقال عمر للابن أما تخاف من عقوق والدك فإن من حق الوالد كذا وكذا فقال الابن: يا أمير المؤمنين أما للابن حق علي والده؟ قال عمر رضي الله عنه: عليه أن يختار أمه ويحسن اسمه ويعلمه الكتاب, قال الابن فوالله ما انتخب أمي ولا انتقاها فما هي إلا أمة اشتراها بأربعمائة درهم, ولا أحسن تسميتي فقد سماني جعلا ولا علمني من كتاب الله آية واحدة! فالتفت عمر إلي الأب وقال: يا هذا تقول ابني يعقني وقد عققته قبل أن يعقك.
.. ويحث علي التداوي
أما الدكتور زكي عثمان الأستاذ بجامعة الأزهر فيقول: الاسلام دين ونظام ومنهج حياة ومن سمات هذا المنهج اهتمامه بالصحة والتي هي تاج عظيم يحسد عليه الانسان, يقول الرسول صلي الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ومما لا شك فيه أن صحة الأبدان مقوم مهم يواجه به الانسان السوي الأمراض المختلفة, والصحة مقصد سام من مقاصد الشريعة الاسلامية, وعلي الانسان أن يحقق هذا المقصد بالمحافظة علي الصحة إذا مرض فليتداوي, والأمراض تحدث عنها القرآن سواء أكانت مادية أو معنوية في أكثر من اثنتين وعشرين آية, فقد قال عز وجل في سورة الشعراء علي لسان سيدنا إبراهيم وإذا مرضت فهو يشفين, والأمراض تعتلي جسم الانسان ونفسيته, والانسان الذي يود أن يكون قويا يتخلص من الداء بالأدوية المحللة شرعا فما من داء إلا وخلق الله له الدواء إلا داء الهرم والموت, وإذا أراد الإنسان أن يكون له نسل قوي فليبدأ بالفحوصات قبل الزواج حتي لا تكون هناك أمراض وراثية تؤثر في البنية الجسدية, وعلي الانسان أن يعالج نفسه كلما وجد انه في احتياج إلي استخدام الأدوية التي جعلها الله سببا في شفائه, والعرب منذ القدم كانوا يعرفون الاطباء وكان الطبيب يسمي الحكيم حتي في عهد النبي صلي الله عليه وسلم كان اذا وجد مريضا ومرضه عضال يقول له هلا ذهبت إلي الحكيم الفلاني من كلدا( وهي منطقة معروفة بتواجد كثير من الحكماء فيها في شبه الجزيرة العربية), والصحة في الاسلام لها جانبان مهمان يتعلقان بالطب, فلدينا الطب الوقائي في الاسلام وهو أن الأنسان يقي نفسه من الأمراض قبل أن تعتليه عن طريق الابتعاد عن كل ما هو مفتر ومخدر ومسكر والابتعاد عن كل ما حرم الله من أكل الميتة, والدم ولحم الخنزير وكل أطعمة ملوثة, أما الجانب الثاني حين وقوع المرض علي الانسان وعليه أن يبادر بالدواء فما من داء إلا وجعل الله له دواء يستطب به ويشفي من خلاله, ولذا ندرك أن الاسلام يهتم بالصحة بشتي أنواعها البدنية والنفسية والبيئية.
ليست من الغيب
والدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر يقول: الفحوصات الطبية التي تجري قبل الزواج تعد من الواجبات التي تعود بالنفع والخير علي المجتمع المسلم, والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف والحق سبحانه وتعالي يقول وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة, وهنا لابد أن نؤكد بعض المفاهيم التي تغيب عن العامة ونوضح لهم أن الفحوصات الطبية قبل الزواج والتي تبين ما قد يؤثر علي الأطفال فيما بعد تعد من المتاحات وليست من باب العلم بالغيب ولكنها باب من أبواب التوكل علي الله, فالحق سبحانه وتعالي قد أنار العقول وتطورت البشرية لتكتشف أشكالا جديدة فيها راحة الناس ومادامت وسائل الراحة مطلوبة فلابد أن نسلكها ولا نحيد عنها, فالفحوصات الطبية قد تبين أمراضا وراثية تؤدي لمشاكل وتشوهات في الأجنة أو قد تؤدي لوجود توائم ملتصقة, فعندما نكتشف تلك الأمراض وتعالج أو لا يحدث الزواج يكون أفضل مما قد يحدث بعد ذلك ويكتشف الانسان وجود تشوهات في الأجنة ويسأل عن حرمة إسقاط هذا الجنين, ويدخل في قضايا أخري, والاسلام يحترم العلم ويحترم الطب ويدعو للأخذ بالأسباب العلمية, ويقول الحق سبحانه وتعالي فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون, ولذلك نقول إن الفحوصات الطبية قبل الزواج من مقدمات الخير, والحق سبحانه وتعالي يقول ما أنزلنا عليك القرآن لتشقي.
للعلم قدره ومقداره
أما الدكتور حامد أبو طالب الأستاذ بجامعة الأزهر فيقول: الاسلام يحترم العلم, وقد ثبت علميا أن بعض الأشخاص عند ارتباطهم بفتيات لديهن جينات وراثية معينة فإن ذلك يؤدي لولادة أطفال مشوهين, ومن ثم تنقلب حياة الأسرة إلي جحيم لا يطاق, ومن هنا فإنني أنصح الخاطبين وأسرهما بإجراء الفحص الطبي قبل الزواج حقيقة وليس كما يجري حاليا بأن تكون تلك الشهادات الطبية معدة سلفا لدي المأذون وعليها ختم الطبيب وتتم بشكل روتيني بعيد عن اتخاذ الفحوصات الطبية بشكل علمي مدروس, وهذا يعد نوعا من العبث بمستقبل الخاطب والمخطوبة, ولا شك أن من مصلحة الخاطبين عدم الارتباط اذا تبين أن أحدهما مريض بمرض يؤدي إلي ضعف النسل أو أن أحدهما ليس لديه القدرة علي الزواج والتي سماها الرسول صلي الله عليه وسلم الباءة, فإذا تبين طبيا أن الشاب ليس لديه هذه الباءة أو أن الفتاة لديها مشاكل في الجهاز التناسلي فلا شك أن من مصلحتهما معا عدم الزواج الا اذا زالت تلك العيوب, وهنا يثور سؤال: ما الموقف إذا قبلت الفتاة أن تتزوج بشاب مريض هل من حقها ذلك أم أنه يجب علي المأذون أن يمتنع عن عقد القران فإنني أميل إلي الموقف الثاني لأن صوت العقل يقول بذلك بينما العاطفة الآن تدفع هذه الفتاة إلي الزواج, وعندما تدخل في الزواج تعض أنامل الغيظ وتنقلب الحياة إلي جحيم لأن الزوج ليس لديه ما يضمن بقاء الحياة الزوجية.
الأربعاء ديسمبر 07, 2011 3:14 pm من طرف الصمت الحـزين
» فتاه عزباء تنام مع شاب ليله كامله فى غرفه واحده
الأربعاء ديسمبر 07, 2011 2:08 pm من طرف الصمت الحـزين
» انا جيييت نورت المنتدى
الأربعاء ديسمبر 07, 2011 2:01 pm من طرف الصمت الحـزين
» (ساقطون بالخط العريض)
السبت ديسمبر 03, 2011 6:51 pm من طرف الصمت الحـزين
» الْحَيــَـآهـ مَدْرَسَهْـ وَالْج ـــرْح أَحَد فُصُولَهَا
السبت ديسمبر 03, 2011 6:33 pm من طرف الصمت الحـزين
» النساء اولاً
السبت ديسمبر 03, 2011 6:22 pm من طرف الصمت الحـزين
» تمسك بخيوط الشمس
الأربعاء أغسطس 17, 2011 7:08 am من طرف admin
» بصمات تبكيني دما لا دمعا
الأربعاء أغسطس 17, 2011 7:04 am من طرف احساس طفلة
» قصة الفيلسوف والديك
الخميس يونيو 16, 2011 1:35 am من طرف admin