ما أجمل القصص القرآني حين يسحرنا بحكايا القدماء ,أممٌ ومجتمعات عاشت
حقباً طويلة من الزمان انتهت واندثرت وبقيت آثارها عبرة لمن جاء من بعدهم (تلك القرى
نقصّ عليك من أنبائها)...,وهاهو القصص القرآني شاهد صدقٍ لا يكذب ,ومؤرّخاً موضوعياً
لا يحيد عن الحقيقة ...
تلك الحكايا التي جاء بها القرآن الكريم سردت لأحوال المجتمعات البائدة وشخّصت لأبرز
الأدواء الاجتماعية التي أصابت كلاً منها ,ولم يتداركها أبناء المجتمع بالعلاج ,بل خدعوا
أنفسهم وألهتهم النعم....حتى جاء أمر الله تعالى وطُبّق عليها قانون الاستبدال والتغيير
(وإن تتولوا نستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)...
قانون لا يعرف الرحمة إنه قانون الموت.. قانون يجعل من بعد القوة والتمكين ضعفاً وذلاً
وهوان ... والنهاية لكل من يصرّ على الحياد عن طريق الصواب الذي رسمه الله للإنسانية
...طريق الهداية التي تجعل من الإنسان عبداً لله ,وحراً أمام ما سواه...
فلا تحكمه الماديات ولا الطبيعة ولا الشهوات ولا يقيّده الالتزام بعادات المجتمع وتقاليده
المنحرفة...
لقد بدأ الانحراف في عقائد البشر بعد آدم عليه السلام ,عندما أقاموا الأصنام والتماثيل
تخليداً لذكرى رجالٍ صالحين فرفعوا منزلتهم ...ومات هذا الجيل وجاء جيلٌ آخر بدأ يقدّس
تلك التماثيل ومن ثم عبدوها (وقالوا لا تذرنّ آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث
ويعوق ونسرا...)
كانت تلك أسماء لرجالٍ صالحين ,نحتوا صورهم على الحجارة وعبدوها..
ثم بعث الله –جل وعلا- نوحاً عليه السلام ليصحّح العقيدة ويعيد الناس إلى كلمة التوحيد
(لا إله إلا الله)
وعندما استكبر القوم أخذهم الطوفان ,ونجا المؤمنون الموحِّدون على ظهر الفلك
المشحون.
(فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا,إنهم كانوا قوماً عمين).
بعدها جاء السرد لقصة أخرى في مجتمعٍ آخر ,اغترّ فيها القوم بقوتهم الجسدية (وزادكم
في الخلق بسطة) فتكبروا وتجبّروا في الأرض واعتدوا على غيرهم بغير الحق ,بالإضافة
إلى عبادتهم للأصنام اتباعاً لآبائهم ..إنهم قوم عاد.
هكذا لزم الأمر أن يبعث الله من يدعو إلى إصلاح مسار المجتمع المنحرف ,ويقول لهم أن
هناك ربا واحداً ,وهو من منحكم القوة والذي يستحق أن تشكروه عليها باستغلالها في
الخير وعمارة الأرض(فاذكروا آلاء الله)...فأرسل إليهم نبيه هود عليه السلام
ولكنهم لم يتغيروا فغيّر الله عليهم النعمة وحرمهم إياها بهلاكهم,ليكونوا عبرةً لمن
بعدهم..
ثم يتبع ذلك بسرد قصة ثمود وهم أولئك القوم الذين تعالَوا في الأرض وفرحوا بقوتهم
وإبداعهم في العمارة ..فشقّوا الجبال ونحتوا الصخور (تتخذون من سهولها قصوراً
وتنحتون من جبالها بيوتاً) حتى ظنوا أنهم قادرون على كل شيء ,فأشركوا بالله وتجبروا
على ما عداهم...
وشاءت حكمة الله أن يبعث إليهم من يهديهم سبل الصلاح ويقوّم ما اعوجّ في عقيدتهم
وفكرهم ...
ولكن هيهات وقد عميت أبصارهم عن رؤية الحق بعد أن تحدّوا نبيهم بأن يُخرج لهم من
الصخرة ناقةٌ ...وعندما وقع ما أرادوا ...عجزوا وأصرّوا على السير في طريق الغيّ
وعقروا الناقة ,وانتهت حقبتهم بهلاكهم المحقّق ليتأكدوا بأنهم لا يملكون لأنفسهم شيئاً
,وأن الله على كل شيءٍ قدير,فهو الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وهو
السميع العليم.
تبعتها قصة قوم لوط الذين طغت على حياتهم الشهوات والرذائل حتى حادوا عن الفطرة
السليمة ,واستحبوا فعل المنكر بإتيان الذكور دون النساء..ولا صلاح لمجتمعٍ بدون أخلاق
ومبادئٍ حيّةٍ سليمة تنظّم حياة الناس وعلاقتهم ببعضهم البعض...وبعث الله لوطاً داعياً
إلى الخير وإلى الطهر والفضيلة وقبل هذا وذاك داعياً إلى توحيد الله الذي لا يستقيم حال
أمة بدونه...كذبوه وتمادوا وغرقوا في بحر الشهوة ,وأصبح التزام لوط وأهله بالفطرة
السويّة محل انتقاص وسخريةٍ وتهكّم (إنهم أناس يتطهرون) ,حتى راودوا عنه ضيفه بلا
رادعٍ أو وازع ...
وكذا تنتشر الخبائث في المجتمع ولا يكون هناك مفرٌ من نهايةٍ أليمة تضع للإنسانية قانوناً
أخر في حياتهم ومعاشهم.
(فأمطرنا عليهم مطراً,فانظر كيف كان عاقبة المجرمين).
أما أصحاب الأيكة فقد كان الغشّ والتدليس ديدنهم ,عندما يختلّ الميزان وترتبك قاعدة
الحياة الاقتصادية يصبح هناك موعدٌ مع التغيير ,فالمال فتنة ومتى تكدّس في أيدي قلة –
بطرقٍ غير مشروعة وبلا وجه حق- وبقي الآخرون محرومون منه انتشرت المشكلات
الاجتماعية وظهر الفساد كسلسلةٍ لا تنتهي ...هنا يدقّ جرس الإنذار معلناً نهاية المجتمع
,يطلق صافرته لتدارك الأمر والعودة إلى العدالة وإعطاء كل ذي حقٍ حقه ...
(فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها)
..و يوحي الله إلى شعيب عليه السلام لتحذيرهم من خطورة ما يقومون به وأن الله
واهبهم الرزق لا يرضى بالظلم في حقه بالإشراك به ,ولا يرضى بالظلم في حق غيره
بسلب ماله...ولكن العناد والطمع كان حجاباً دون رؤيتهم للحق وانتهى أمرهم بالهلاك
المحقق...
هكذا تغترّ المجتمعات بما ينعم الله عليها من خير فيتزعزع الإيمان في قلوبهم ,ويضرب
الله لنا الأمثال في قوم نوح حين يتعلّقون بالصالحين وينتهي الأمر بتقديسهم ,وفي قوم
عاد حينما يغترّون بقوتهم الجسدية ,وفي قوم صالح عندما فرحوا بقدرتهم على الطبيعة
,وقوم لوط عندما أصبحوا عبيداً لشهواتهم ,وقوم شعيب الذين أخلّوا بمبدأ الأمانة والعدل
وكل هؤلاء اتبعوا آباءهم في الإشراك بالله وفي العادات المدمّرة التي تهدم المجتمع
وتجعله عرضةً للانهيار,فالتوحيد حرّية بكل أوجهها وأشكالها ,والشرك منتهى العبودية
والذلّ لكل شيء...
بذلك تكون لنا عبرةً في نهايتهم المزرية وهلاكهم (كأن لم يغنوا فيها..) وأصبحوا نموذجاً
لكل مجتمع يسير على سبلهم بأنه سينتهي كما انتهى من قبله ويصبح قصةً موحشةً
من الماضي..وتاريخاً يقف عنده من يعتبر..فإما أن يتدارك الأمر ويعيد تطهير ملفاته من
الفيروسات القاتلة وإما أن يصرّ ويستكبر حتى يلقى حتفه ويفقد ذاكرته....
وكأني أرى قصصهم تتكرّر في كل زمانٍ ومكان بنفس الصورة ,ولكن بتفاصيل مختلفة
...وكذلك يعيد التاريخ نفسه ويظل القانون ثابتاً ينتظر من يستوعبه ليجعله في القمة ,ومن
يخترقه ليجعله في قاع المحيط...
حقباً طويلة من الزمان انتهت واندثرت وبقيت آثارها عبرة لمن جاء من بعدهم (تلك القرى
نقصّ عليك من أنبائها)...,وهاهو القصص القرآني شاهد صدقٍ لا يكذب ,ومؤرّخاً موضوعياً
لا يحيد عن الحقيقة ...
تلك الحكايا التي جاء بها القرآن الكريم سردت لأحوال المجتمعات البائدة وشخّصت لأبرز
الأدواء الاجتماعية التي أصابت كلاً منها ,ولم يتداركها أبناء المجتمع بالعلاج ,بل خدعوا
أنفسهم وألهتهم النعم....حتى جاء أمر الله تعالى وطُبّق عليها قانون الاستبدال والتغيير
(وإن تتولوا نستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)...
قانون لا يعرف الرحمة إنه قانون الموت.. قانون يجعل من بعد القوة والتمكين ضعفاً وذلاً
وهوان ... والنهاية لكل من يصرّ على الحياد عن طريق الصواب الذي رسمه الله للإنسانية
...طريق الهداية التي تجعل من الإنسان عبداً لله ,وحراً أمام ما سواه...
فلا تحكمه الماديات ولا الطبيعة ولا الشهوات ولا يقيّده الالتزام بعادات المجتمع وتقاليده
المنحرفة...
لقد بدأ الانحراف في عقائد البشر بعد آدم عليه السلام ,عندما أقاموا الأصنام والتماثيل
تخليداً لذكرى رجالٍ صالحين فرفعوا منزلتهم ...ومات هذا الجيل وجاء جيلٌ آخر بدأ يقدّس
تلك التماثيل ومن ثم عبدوها (وقالوا لا تذرنّ آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث
ويعوق ونسرا...)
كانت تلك أسماء لرجالٍ صالحين ,نحتوا صورهم على الحجارة وعبدوها..
ثم بعث الله –جل وعلا- نوحاً عليه السلام ليصحّح العقيدة ويعيد الناس إلى كلمة التوحيد
(لا إله إلا الله)
وعندما استكبر القوم أخذهم الطوفان ,ونجا المؤمنون الموحِّدون على ظهر الفلك
المشحون.
(فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا,إنهم كانوا قوماً عمين).
بعدها جاء السرد لقصة أخرى في مجتمعٍ آخر ,اغترّ فيها القوم بقوتهم الجسدية (وزادكم
في الخلق بسطة) فتكبروا وتجبّروا في الأرض واعتدوا على غيرهم بغير الحق ,بالإضافة
إلى عبادتهم للأصنام اتباعاً لآبائهم ..إنهم قوم عاد.
هكذا لزم الأمر أن يبعث الله من يدعو إلى إصلاح مسار المجتمع المنحرف ,ويقول لهم أن
هناك ربا واحداً ,وهو من منحكم القوة والذي يستحق أن تشكروه عليها باستغلالها في
الخير وعمارة الأرض(فاذكروا آلاء الله)...فأرسل إليهم نبيه هود عليه السلام
ولكنهم لم يتغيروا فغيّر الله عليهم النعمة وحرمهم إياها بهلاكهم,ليكونوا عبرةً لمن
بعدهم..
ثم يتبع ذلك بسرد قصة ثمود وهم أولئك القوم الذين تعالَوا في الأرض وفرحوا بقوتهم
وإبداعهم في العمارة ..فشقّوا الجبال ونحتوا الصخور (تتخذون من سهولها قصوراً
وتنحتون من جبالها بيوتاً) حتى ظنوا أنهم قادرون على كل شيء ,فأشركوا بالله وتجبروا
على ما عداهم...
وشاءت حكمة الله أن يبعث إليهم من يهديهم سبل الصلاح ويقوّم ما اعوجّ في عقيدتهم
وفكرهم ...
ولكن هيهات وقد عميت أبصارهم عن رؤية الحق بعد أن تحدّوا نبيهم بأن يُخرج لهم من
الصخرة ناقةٌ ...وعندما وقع ما أرادوا ...عجزوا وأصرّوا على السير في طريق الغيّ
وعقروا الناقة ,وانتهت حقبتهم بهلاكهم المحقّق ليتأكدوا بأنهم لا يملكون لأنفسهم شيئاً
,وأن الله على كل شيءٍ قدير,فهو الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وهو
السميع العليم.
تبعتها قصة قوم لوط الذين طغت على حياتهم الشهوات والرذائل حتى حادوا عن الفطرة
السليمة ,واستحبوا فعل المنكر بإتيان الذكور دون النساء..ولا صلاح لمجتمعٍ بدون أخلاق
ومبادئٍ حيّةٍ سليمة تنظّم حياة الناس وعلاقتهم ببعضهم البعض...وبعث الله لوطاً داعياً
إلى الخير وإلى الطهر والفضيلة وقبل هذا وذاك داعياً إلى توحيد الله الذي لا يستقيم حال
أمة بدونه...كذبوه وتمادوا وغرقوا في بحر الشهوة ,وأصبح التزام لوط وأهله بالفطرة
السويّة محل انتقاص وسخريةٍ وتهكّم (إنهم أناس يتطهرون) ,حتى راودوا عنه ضيفه بلا
رادعٍ أو وازع ...
وكذا تنتشر الخبائث في المجتمع ولا يكون هناك مفرٌ من نهايةٍ أليمة تضع للإنسانية قانوناً
أخر في حياتهم ومعاشهم.
(فأمطرنا عليهم مطراً,فانظر كيف كان عاقبة المجرمين).
أما أصحاب الأيكة فقد كان الغشّ والتدليس ديدنهم ,عندما يختلّ الميزان وترتبك قاعدة
الحياة الاقتصادية يصبح هناك موعدٌ مع التغيير ,فالمال فتنة ومتى تكدّس في أيدي قلة –
بطرقٍ غير مشروعة وبلا وجه حق- وبقي الآخرون محرومون منه انتشرت المشكلات
الاجتماعية وظهر الفساد كسلسلةٍ لا تنتهي ...هنا يدقّ جرس الإنذار معلناً نهاية المجتمع
,يطلق صافرته لتدارك الأمر والعودة إلى العدالة وإعطاء كل ذي حقٍ حقه ...
(فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها)
..و يوحي الله إلى شعيب عليه السلام لتحذيرهم من خطورة ما يقومون به وأن الله
واهبهم الرزق لا يرضى بالظلم في حقه بالإشراك به ,ولا يرضى بالظلم في حق غيره
بسلب ماله...ولكن العناد والطمع كان حجاباً دون رؤيتهم للحق وانتهى أمرهم بالهلاك
المحقق...
هكذا تغترّ المجتمعات بما ينعم الله عليها من خير فيتزعزع الإيمان في قلوبهم ,ويضرب
الله لنا الأمثال في قوم نوح حين يتعلّقون بالصالحين وينتهي الأمر بتقديسهم ,وفي قوم
عاد حينما يغترّون بقوتهم الجسدية ,وفي قوم صالح عندما فرحوا بقدرتهم على الطبيعة
,وقوم لوط عندما أصبحوا عبيداً لشهواتهم ,وقوم شعيب الذين أخلّوا بمبدأ الأمانة والعدل
وكل هؤلاء اتبعوا آباءهم في الإشراك بالله وفي العادات المدمّرة التي تهدم المجتمع
وتجعله عرضةً للانهيار,فالتوحيد حرّية بكل أوجهها وأشكالها ,والشرك منتهى العبودية
والذلّ لكل شيء...
بذلك تكون لنا عبرةً في نهايتهم المزرية وهلاكهم (كأن لم يغنوا فيها..) وأصبحوا نموذجاً
لكل مجتمع يسير على سبلهم بأنه سينتهي كما انتهى من قبله ويصبح قصةً موحشةً
من الماضي..وتاريخاً يقف عنده من يعتبر..فإما أن يتدارك الأمر ويعيد تطهير ملفاته من
الفيروسات القاتلة وإما أن يصرّ ويستكبر حتى يلقى حتفه ويفقد ذاكرته....
وكأني أرى قصصهم تتكرّر في كل زمانٍ ومكان بنفس الصورة ,ولكن بتفاصيل مختلفة
...وكذلك يعيد التاريخ نفسه ويظل القانون ثابتاً ينتظر من يستوعبه ليجعله في القمة ,ومن
يخترقه ليجعله في قاع المحيط...
الأربعاء ديسمبر 07, 2011 3:14 pm من طرف الصمت الحـزين
» فتاه عزباء تنام مع شاب ليله كامله فى غرفه واحده
الأربعاء ديسمبر 07, 2011 2:08 pm من طرف الصمت الحـزين
» انا جيييت نورت المنتدى
الأربعاء ديسمبر 07, 2011 2:01 pm من طرف الصمت الحـزين
» (ساقطون بالخط العريض)
السبت ديسمبر 03, 2011 6:51 pm من طرف الصمت الحـزين
» الْحَيــَـآهـ مَدْرَسَهْـ وَالْج ـــرْح أَحَد فُصُولَهَا
السبت ديسمبر 03, 2011 6:33 pm من طرف الصمت الحـزين
» النساء اولاً
السبت ديسمبر 03, 2011 6:22 pm من طرف الصمت الحـزين
» تمسك بخيوط الشمس
الأربعاء أغسطس 17, 2011 7:08 am من طرف admin
» بصمات تبكيني دما لا دمعا
الأربعاء أغسطس 17, 2011 7:04 am من طرف احساس طفلة
» قصة الفيلسوف والديك
الخميس يونيو 16, 2011 1:35 am من طرف admin