دماء علي الأسفلت‏..‏ إلي متي؟

من بين القضايا الكثيرة المتفاقمة في حياتنا تبرز بشكل عاجل قضية حوادث الطرق‏,‏ خاصة بين المحافظات‏.‏كل يوم يسقط عشرات القتلي والجرحي بلا ضابط ولا رابط‏,‏ أطفال يموتون.


هكذا موتا مجانيا بسبب رعونة سائقين غير مسئولين لا يجيدون القيادة ولايحترمون أحدا‏,‏ معقول هذا الرقم الذي أعلنوه مؤخرا‏:8500‏ قتيل و‏35‏ ألف مصاب في‏125‏ ألف حادث خلال العام الفائت‏2010‏ وحده؟ معقول؟
وتسأل نفسك في حسرة‏:‏ من المسئول بالضبط ؟ هل هو ضيق الطرقات التي لاتتسع للعدد المهول من السيارات؟ هل هو التساهل في منح رخص القيادة دون تطبيق القواعد الصارمة التي نص عليها القانون؟ هل هو إهمال صيانة السيارات بشكل دوري؟ هل بسبب تعاطي بعض السائقين للمخدرات؟ أين الخلل بالضبط؟
إن زيادة عدد السكان في مصر لايمكن أن يكون مبررا للتسامح في وقوع هذا الموت المجاني‏.‏
لابد من حلول جذرية‏,‏ ولنبدأ مثلا بإعادة اختيار كل من يريد تجديد رخصته‏,‏ فإذا لم تثبت لياقته وقدرته علي القيادة الصحيحة تسحب رخصته لعدة أسابيع الي أن يعيد تأهيل نفسه ولامانع هنا من إنشاء المزيد من مراكز التدريب والتأهيل علي القيادة‏,‏ كما أنه لامانع من إضافة نوع من الاختبارات النفسية علي السائقين لقياس مدي قدرتهم علي تحمل ضغوط القيادة وأيضا لا مانع من تشديد الرقابة علي الشباب صغير السن الذين يسمح لهم آباؤهم بقيادة سياراتهم دون رخصة‏..‏فإذا عرف الأب أن السيارة سيتم سحبها إذا تركها لابنه القاصر فسوف يفكر مرتين قبل أن يعطيه المفتاح‏!‏
‏..‏ثم تبقي أخيرا مسألة إنت ماتعرفش أنا ابن مين‏!‏ التي انتشرت علي طرقاتنا هذه الأيام‏,‏ ياسادة لايوجد في العالم كله بلد محترم يصرخ فيه المواطن في وجه الشرطة‏:‏ أنت ابن فلان أو ابن علان‏!!‏ عيب‏..‏ ولنتوقف عن هذا السلوك المشين فورا‏!‏