إن الشعور بالكآبة من وقتٍ لأخر هو جزءٌ طبيعي من الحياة. ولكن قد يكون المرء مصاباً بالاكتئاب عندما يسيطر الشعور بالفراغ واليأس على حياته. وهو ليس مجرد سحابةٍ عابرة، حيث يمكن أن يصبح أداء الواجبات والاستمتاع بالحياة صعباً، ولا تبدو الهوايات ورؤية الأصدقاء مثيرةً للاهتمام، فيشعر المرء بالإرهاق، ويصعب عليه قضاء يومه.
تبدو معظم الأمور ميئوساً منها عند الإصابة بالاكتئاب، على أن المساعدة والدعم قد تساعد في هذه الحالة. ولكن يجب في البداية فهم حقيقة الاكتئاب، حيث تُعَد معرفة الاكتئاب، بما في ذلك أعراضه، وعلاماته، وأسبابه وعلاجاته، هي الخطوة الأولى للتغلّب على المشكلة.
ما هو الاكتئاب؟
يمرّ جميع البشر بفتراتٍ من المزاج الجيد والمزاج السيئ. والحزن استجابةٌ طبيعية لمصاعب الحياة، ونكساتها، وخيبات الأمل فيها. ويستخدم العديد من الأشخاص مصطلح "الاكتئاب" لتفسير هذا النمط من المشاعر، على أن الاكتئاب هو أكثر بكثيرٍ من مجرد الحزن. يصف بعض الأشخاص الاكتئاب بأنه "الحياة ضمن ثقب أسود"، أو الإحساس بأن هنالك كارثة على وشك أن تحدث. لكن بعض الذين يعانون من الاكتئاب لا يشعرون بالحزن على الإطلاق، بل إنهم يشعرون بأنهم ليسوا أحياء، وبالفراغ، واللامبالاة. لكن مهما كانت الأعراض، فإن الاكتئاب مختلف عن الحزن العادي بأنه يتغلغل في أعماق الحياة اليومية، ليتداخل مع القدرة على العمل، والدراسة، وتناول الطعام، والنوم والاستمتاع. وتكون مشاعر اليأس، والعجز، وانعدام القيمة شديدة مع بعض الراحة، إذا شعر المرء بالراحة على الإطلاق.
قد يكون المرء مصاباً بالاكتئاب السريري إذا كان يعاني من عدة أعراض من الأعراض التالية، وكانت هذه الأعراض مستمرة ولا تفارقه:
لا يستطيع النوم أو ينام بكثرة
لا يستطيع التركيز أو يجد صعوبة في أداء مهام كانت سهلة في السابق
يشعر باليأس والعجز
لا يستطيع السيطرة على أفكاره السلبية، مهما حاول أن يقوم بذلك
فقد شهيته لتناول الطعام أو أنه لا يتمكن من التوقف عن تناول الطعام
يعاني من اهتياج أو سرعة في الغضب أكثر من المعتاد
يعاني من أفكار بأن الحياة لا تستحق العيش (يجب الحصول على المساعدة فوراً في هذه الحالة)
أعراض وعلامات الاكتئاب:
يختلف الاكتئاب من شخص لآخر، ولكن هنالك بعض الأعراض الشائعة. من المهم أن نتذكر أن هذه الأعراض قد تكون جزءاً من الحياة الطبيعية. ولكن كلما كان المرء يعاني من أعراضٍ أكثر، وكلما زادت شدتها وطال بقائها، كلما كان من الأرجح أن يكون مصاباً بالاكتئاب. ويجب الحصول على المساعدة إذا كانت الأعراض غامرة وتعيق المرء عن القيام بواجباته اليومية. وتتضمن الأعراض والعلامات الشائعة للاكتئاب ما يلي:
الإحساس باليأس والعجز:
ارتقاب المستقبل بشكلٍ باردٍ وكئيب، بأن لا شيء سيتحسّن، ولا يمكن القيام بأي لتحسين الحالة.
فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية:
لا يعود المرء مهتماً بالهوايات السابقة، أو بالتسلية، أو بالأنشطة الاجتماعية، أو بالجنس. حيث يفقد قدرته على الاستمتاع والإحساس بالفرح أو البهجة.
تغيرات في الشهية أو الوزن:
وهو التغيّر الكبير في الوزن، أي اكتساب أو فقد أكثر من 5% من وزن الجسم خلال شهر واحد.
اضطراب النوم:
إما الأرق، وخاصةً الاستيقاظ في الساعات الأولى من الصباح الباكر، أو كثرة النوم؛ التي تُعرَف أيضاً بالإفراط في النوم.
الاهتياج أو التململ:
وهو الشعور بالاهتياج، أو التململ، أو الانفعال والعصبية. وينخفض مستوى القدرة على التحمل، حيث يكون كل شيء وكل شخص مثيراً للغضب.
ضعف الطاقة:
أي الشعور بالتعب والكسل واستنزاف طاقة الجسد. وقد يشعر المرء أن جسمه أصبح ثقيلاً، وأن المهام الصغيرة مرهقة ويستغرق إتمامها وقتاً أطول.
كره النفس:
وهي مشاعر قوية بعدم الجدوى أو الذنب. حيث ينتقد نفسه بقسوة لأخطاء وزلات يدركها.
مشاكل في التركيز:
يمكن أن يواجه المرء صعوبة في التركيز، أو اتخاذ القرارات أو تذكرّ الأشياء.
ألام وأوجاع لا يمكن تفسيرها:
حيث تزداد الشكوى الجسدية مثل الصُداع، وألم الظهر، وألم العضلات، وألم المعدة.
أوجه الاكتئاب:
غالباً ما يبدو الاكتئاب في الذكور مختلفاً عما هو عليه في الإناث، كما أنه ليس متشابهاً بالنسبة لكلٍّ من اليافعين والكهول. ويساعد إدراك تلك الاختلافات على إدراك المشكلة وبالتالي علاجها.
الاكتئاب عند المراهقين:
بينما يبدو الحزن على بعض المراهقين الذين يعانون من الاكتئاب، فإنه لا يبدو على البعض الآخر. في الواقع، فإن الاهتياج غالباً ما يكون العَرَض المسيطر في الاكتئاب عند المراهقين. يمكن أن يكون المراهق المُصاب بالاكتئاب عدائياً وغاضباً ومن الممكن أن ينفعل بسهولة. كما أن الآلام التي لا يمكن تفسيرها هي من الأعراض الشائعة للاكتئاب عند الشباب. يمكن أن يؤدي الاكتئاب عند المراهقين في حال عدم علاجه إلى مشاكل في المنزل والمدرسة، وإساءة استخدام العقاقير، واحتقار النفس، بل وحتى مآسي لا يمكن فعل أي شيءٍ حيالها كالجرائم العنيفة أو الانتحار. ولكن بالمساعدة الملائمة، يمكن علاج الاكتئاب عند المراهقين بشكلٍ كبير.
الاكتئاب عند البالغين الكهول:
إن التغييرات الصعبة التي تواجه البالغين الكهول؛ مثل فقدان الأعزاء، وفقدان الاستقلال والمشاكل الصحية، يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب، وخاصةً بالنسبة للكهول الذين لا يملكون نظام دعم اجتماعي متماسك. ولكن، الاكتئاب ليس بأي حال من الأحوال جزءاً طبيعياً من التقدم في السن. وعادةً ما يشتكي البالغون الكهول من أعراض الاكتئاب الجسدية أكثر من الأعراض العاطفية، وبذلك فغالباً ما لم يتم إدراك مشكلة الاكتئاب. ويترافق الاكتئاب عند أولئك الكهول مع ضعف الصحة، وارتفاع نسبة الوفيّات، وازدياد خطر الانتحار، لذلك يعدّ تشخيص وعلاج الاكتئاب مهماً للغاية في هذه المرحلة العمرية.
الاكتئاب عند الذكور:
لقد تمّ تحميل كلمة الاكتئاب في ثقافتنا. ويربطه الكثير من الناس بشكل خاطئ بالعلامة على الضعف والعاطفية المفرطة؛ وذلك صحيحٌ بشكلٍ خاص في حالات الذكور الذين يعانون من الاكتئاب؛ فهُم أقل عُرضَةً من النساء للاعتراف بمشاعر احتقار الذات واليأس. وبدلاً عن ذلك فإنهم غالباً ما يشكون من الإعياء، والاهتياج، ومشاكل النوم، وفقدان الاهتمام في العمل والهوايات. وتتضمن الأعراض الأخرى للاكتئاب عند الذكور الغضب، والعدوانية، والعنف، والتصرف المتهوّر، وإساءة استخدام المواد. وعلى الرغم من أن معدلات الاكتئاب بين الإناث ضعفي ما هي عليه بين الذكور، إلا أن نسبة خطر الانتحار عند الذكور أعلى، وخاصةً بين الكهول.
الاكتئاب عند الإناث:
إن معدل انتشار الاكتئاب بين الإناث هو ضعفي انتشاره عند الذكور. ويرجع ذلك جزئياً للعوامل الهرمونية، وخاصةً عندما يتعلق الأمر بالمتلازمة السابقة للطمث (PMS) وبالاضطرابات المزعجة السابقة للطمث (PMDD) والاكتئاب ما بعد الولادة والاكتئاب في الفترة التي تحيط بسن اليأس. كما أن الإناث أكثر عُرضَةً من الذكور للمعاناة من الشعور الواضح بالذنب، والإفراط في النوم، وزيادة تناول الطعام، واكتساب الوزن. كما أن الإناث أكثر عُرضَةً للإصابة بالاضطراب العاطفي الفصلي. وتعاني العديد من الأمهات اللواتي أنجبن مؤخراً من شكلٍ عابر من "حزن الولادة". وبالمقابل فإن اكتئاب ما بعد الولادة يستمرّ لمدّةٍ أطول ويكون أكثر خطورة، وهو يحدث جزئياً بسبب التغيرات الهرمونية المترافقة مع إنجاب الطفل. يظهر اكتئاب ما بعد الولادة عادةً بعد الولادة بفترة قصيرة، على أن أي اكتئاب يحدث خلال ستة أشهر بعد الولادة يمكن أن يكون اكتئاب ما بعد الولادة.
أنواع الاكتئاب:
هنالك العديد من أشكال وأنواع الاكتئاب. ولهذه الأنواع المختلفة أعراض وأسباب وتأثيرات فريدة. ويمكن أن تساعد معرفة نوع الاكتئاب في السيطرة على الأعراض والحصول على أفضل علاجٍ ممكن.
الاكتئاب الكبير:
يتّسم الاكتئاب الكبير بعدم القدرة على الاستمتاع بالحياة والشعور بالسرور. وتكون الأعراض مستمرة، حيث تتراوح بين المتوسطة إلى الشديدة. ويمكن أن يستمر الاكتئاب الكبير، في حال عدم علاجه، لمدة ستة أشهر تقريباً. يعاني البعض من نوبة واحدة من الاكتئاب الكبير في حياتهم، ولكن الأمر الأكثر شيوعاً هو أن يكون الاكتئاب الكبير اضطراباً ناكساً، حيث تتكرر حدوث تلك النوبات. والجدير بالذكر أنه يمكن القيام بالكثير من الأشياء لدعم المزاج والحد من خطر النكس.
الاكتئاب اللانموذجي:
يُعَد الاكتئاب اللانموذجي أحد الأنواع الفرعية الشائعة للاكتئاب الكبير. وهو يتّسم بنمطٍ خاص من الأعراض، ويتضمن تحسن مؤقت في المزاج كاستجابةٍ للأحداث الإيجابية. وقد يشعر المرء بأنه أفضل حالاً بعد سماع بعض الأخبار الجيدة أو عندما يكون مع أصدقائه. ولكن هذا التحسن في المزاج يكون عابراً. وتتضمن الأعراض الأخرى للاكتئاب اللانموذجي زيادة الوزن، وازدياد الشهية لتناول الطعام، والإفراط في النوم، والإحساس بثقل الأطراف، والحساسية للرفض. ويستجيب الاكتئاب اللانموذجي للعلاجات والأدوية بشكلٍ أفضل من غيره، ولذلك يعدّ تشخيص هذا النوع الفرعي من الاكتئاب مفيداً بشكلٍ خاص.
عسرة المزاج (الاكتئاب المتكرر الخفيف):
عسرة المزاج هي أحد أنواع الاكتئاب المزمن من الدرجة الخفيفة. حيث يمكن أن يشعر المرء بالاكتئاب بدرجةٍ خفيفة أو متوسطة في بعض الأيام أكثر من غيرها، على الرغم من أنه يمكن أن يمرّ بفترات من المزاج الطبيعي. إن أعراض عسرة المزاج ليست بشدة أعراض الاكتئاب الكبير، إلا أنها تستمرّ لفترةٍ أطول؛ أي لمدة سنتين على الأقل. يمكن أن تجعل هذه الأعراض المزمنة من الصعب جداً أن يعيش المرء حياته كما يحلو له أو أن يتذكر الأوقات الجيدة. كما يعاني البعض من نوبات من الاكتئاب الكبير الإضافة إلى عسرة المزاج التي يعانون منها، وهي حالةٌ تُدعى "الاكتئاب المضاعف". إذا كان المرء يعاني من عسرة المزاج، فقد يشعر بأنه مكتئبٌ دائماً، أو قد يعتقد أن الانخفاض المستمر في مزاجه هو مجرد "طريقته في العيش". ويمكن علاج عسرة المزاج، حتى لو لم يتم تشخيص أعراضه أو علاجها لسنوات.
الاضطراب العاطفي الفصلي (SAD):
هناك سببٌ لقيام العديد من الأفلام والكتب والروايات بتصوير الأيام الماطرة والطقس العاطف على أنّه كئيب. فبعض الأشخاص يصابون بالاكتئاب في الخريف أو الشتاء، وذلك عندما تتوالى الأيام الغائمة أو يكون ضوء الشمس محدوداً. ويُدعى هذا النوع من الاكتئاب بالاضطراب العاطفي الفصلي؛ و يُعَد هذا الاضطراب أكثر شيوعاً في نصف الكرة الشمالي وبين الناس في سن الشباب. وعلى غرار الاكتئاب، فإن الاضطراب العاطفي الفصلي قابلٌ للعلاج أيضاً. غالباً ما يساعد العلاج بالضوء في تخفيف الأعراض؛ وهو علاجٌ ينطوي على التعرّض لضوءٍ اصطناعي.
الاضطراب ثنائي القطب: عندما يكون الاكتئاب أحد وجهي العملة فقط:
يتّسم الاضطراب ثنائي القطب، والذي يُدعى بالهوس الاكتئابي، بالتغييرات الدورية في المزاج. حيث تتناوب نوبات من الاكتئاب مع نوبات من الهوس، والتي تتضمن السلوك الاندفاعي، وفرط النشاط، وسرعة في الكلام، وقلّة النوم أو عدم النوم. عادةً ما يكون الانتقال من أحد نقيضي المزاج للنقيض الآخر تدريجياً، وتستمر كل نوبة مزاجية في هذا المرض لعدة أسابيع على الأقل. وعندما يكون المرء مكتئباً، فإن الأعراض التقليدية للاكتئاب الكبير تظهر عليه. ولكن علاجات الاكتئاب عندما يكون جزءاً من الاضطراب ثنائي القطب تكون مختلفة للغاية. وفي الواقع، يمكن أن تفاقم مضادات الاكتئاب من حالة الاضطراب ثنائي القطب.
لا يوجد سبب وحيد للاكتئاب، فهو غالباً ما ينجم عن مجموعةٍ من العوامل. وقد لا يكون هنالك أدنى فكرة عن سبب إصابة البعض بالاكتئاب. ومهما كان السبب في الاكتئاب، فهو ليس مجرد حالة مزاجية. فهو مرتبطٌ بتغيرات مادية في الدماغ، ومتعلق باختلال توازن نوعٍ معين من المواد الكيميائية التي تنقل الإشارات في الدماغ والأعصاب، وتُدعى تلك المواد الكيميائية بالنواقل العصبية. تتضمن بعض العوامل الشائعة التي تلعب دوراً في الاكتئاب ما يلي:
القصة العائلية: تلعب الوراثة دوراً هاماً في حدوث الاكتئاب، حيث يمكن أن يسري في العائلات لأجيال.
الرضخ والشدة النفسيّة: يمكن أن يحدث الاكتئاب بسبب المشاكل المادية، أو انتهاء علاقة ما، أو موت شخص مقرَّب. كما يمكن أن يصاب المرء بالاكتئاب بعد حدوث تغيراتٍ في حياته، كالبدء في عملٍ جديد، أو التخرّج من المدرسة، أو الزواج.
الشخصية المُتشائمة: إن الأشخاص الذين يكون تقديرهم لذواتهم منخفضاً، ويرون الأمور بشكلٍ سلبي هم أكثر عُرضَةً للإصابة بالاكتئاب. وقد تكون هذه الخصال ناجمةً عن الاكتئاب الخفيف؛ الذي يُدعى بعسرة المزاج.
الحالة الجسدية: هنالك بعض الأمراض الخطيرة؛ مثل أمراض القلب والسرطان والإصابة بفيروس العَوَز المناعي البشري (HIV) يمكن أن تسهم في حدوث الاكتئاب، ويعود ذلك جزئياً إلى الضعف الجسدي والشدة النفسية التي يعانون منها. يمكن أن يفاقم الاكتئاب من الحالات الطبية، بما أنه يُضعف الجهاز المناعي ويجعل احتمال الألم أصعب. وفي بعض الحالات، قد يحدث الاكتئاب بسبب بعض الأدوية التي تُستَخدَم في علاج بعض الأمراض.
اضطرابات نفسية أخرى: هنالك بعض الأمراض مثل اضطرابات القلق، واضطرابات تناول الطعام، والفُصام، وإساءة استخدام المواد (بشكل خاص)، والتي غالباً ما تظهر مع الاكتئاب.
هنالك العديد من العوامل المختلفة التي يمكن أن تثير حدوث الاكتئاب. وبالنسبة للبعض، فقد يكون سبب الاكتئاب هو أحداث الحياة المزعجة أو الشدة النفسية، مثل وفاة أحد الأشخاص المقرّبين، والطلاق، والمرض، والإسراف، والقلق بشأن المال أو العمل. وغالباً ما يُدعى الاكتئاب في مثل هذه الحالات بالاكتئاب الارتكاسي، حيث يكون الاكتئاب هو استجابةٌ لحدثٍ ما. وفي حالات أخرى، لا يكون هنالك قد أيّ سببٍ واضح للاكتئاب. و بما أنّ هنالك عدة أسباب للاكتئاب، يتم تقسيمه أحياناً ثلاث مجموعاتٍ كبيرة، الاكتئاب النفسي، والجسدي، والاجتماعي.
النفسي: يحدث الاكتئاب النفسي عندما تسبب الأحداث المزعجة أو الشدة النفسية في الحياة انخفاضاً مستمراً في المزاج، وانخفاض تقدير للذات، ومشاعر اليأس بشأن المستقبل.
الجسدي أو الكيميائي:حيث يحدث الاكتئاب كنتيجةٍ لتغيرات في مستويات مواد كيميائية في الدماغ. على سبيل المثال، يمكن أن يتغير المزاج عند حدوث ارتفاع أو انخفاض في بعض الهرمونات. غالباً ما يظهر ذلك عند النساء حيث يترافق مع الطمث، والحمل، والإجهاض، والولادة، وسن اليأس.
الاجتماعي:يمكن أن يسبب القيام بالقليل من الأنشطة أو عدم وجود الكثير من الاهتمامات الإصابة بالاكتئاب، أو قد تكون نتيجةً للاكتئاب.
القصة العائلية:
إذا كان لدى المرء قصة عائلية في الاكتئاب، فإنه يكون أكثر عُرضَةً للإصابة بالاكتئاب أيضاً. فقد أظهرت الدراسات وجود العديد من النسخ المختلفة لمورّث (يُدعى بـ 5-HTT) والذي يمكن أن يتم توريثه، وقد يكون لهذا المورّث تأثير على المادة الكيميائية الطبيعية المسؤولة عن تغير المزاج وهي السيروتونين. يوجد ما يدعوه أخصائي الوراثة بالنسخة "القصيرة" من جين 5-HTT في حوالي 20% من الأشخاص، وهؤلاء يكونون أكثر عُرضَةً للإصابة بالاكتئاب بعد تعرّضهم لأحداث الشدة النفسية. أظهرت الأبحاث أن هناك صلة بين الاكتئاب وحدوث اختلال في توازن النواقل العصبية في الدماغ. حيث تكون مستويات السيروتونين، والنورإيبنفرين، والدوبامين عند الأشخاص المصابين بالاكتئاب أقل مما هي عليه عند غير المكتئبين. ولم يتم بعد فهم فيما إذا كان هذا الاختلال في التوازن ناجماً عن الاكتئاب أو سبباً في حدوثه. يرث الأطفال مورِّث 5-HTT من والديهم، وبالتالي فإن المرء يصبح أكثر عُرضًةُ للإصابة بالاكتئاب إذا كانت لديه قصة عائلية في الاكتئاب، أي يكون لديه "استعداد وراثي" للإصابة بالاكتئاب. ومن ناحيةٍ أخرى، فإن العديد من الأشخاص الذين لديهم قصة عائلية في الإصابة بالاكتئاب لا يصابون به أبداً. كما يمكن أن يصاب الأشخاص الذين ليست لديهم قصة عائلية للإصابة بهذا المرض.
نادراً ما يكون هنالك سببٌ واحد للاكتئاب، وغالباً ما يكون هناك مجموعة من الأسباب التي تجتمع لتثير حدوث الاكتئاب. على سبيل المثال، يمكن أن يشعر المرء بالحزن بعد إصابته بالمرض ومن ثم يعاني من شدة نفسية، مثل وفاة أحد المقرّبين إليه، مما يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب. وغالباً ما يتحدث الناس عن "لولب المنحدر" لأحداثٍ أدت إلى إصابتهم بالاكتئاب. فإذا أنهى أحدٌ ما علاقته العاطفية على سبيل المثال، فمن المرجَّح أن يشعر بالحزن، ويتوقف عن رؤية أصدقائه وعائلته، وقد يبدأ بشرب الكحول أكثر، وقد تجعله جميع تلك الأمور يشعر بأنه أسوأ حالاً مما هو عليه في الحقيقة، وتثير بذلك حدوث الاكتئاب.
أسباب أخرى للاكتئاب:
تتضمن الأسباب الأخرى للإصابة بالاكتئاب ما يلي:
الإفراط في شرب الكحول:لا يجب أن يشرب الرجال أكثر من ثلاث إلى أربع وحدات من الكحول يومياً، ولا يجب أن تشرب النساء أكثر من وحدتين إلى ثلاث وحدات من الكحول يومياً. ووحدة الكحول تقّدر تقريباً بربع ليتر من الجعة (البيرة) العادية.
استخدام بعض المواد مثل الحشيش والكوكايين:إن تناول بعض أنواع الأدوية التي تُصرَف بموجب وصفة طبية مثل البروبرانولول propranolol، على سبيل المثال، أن يؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث الاكتئاب.
فائدة معرفة سبب الاكتئاب في تحديد أفضل علاج:
قد يساعد فهم السبب الكامن وراء الاكتئاب في التغلب على المشكلة. فإذا كان المرء مصاباً بالاكتئاب بسبب وصوله إلى نهاية مسدودة في العمل، فقد يكون أفضل علاجٍ هو إيجاد مهنةٍ ترضيه أكثر وليس تناول مُضادات الاكتئاب. وإذا كان قد انتقل إلى منطقةٍ جديدة وأصبح يشعر بالوحدة والحزن، فقد يشعر بالتحسن إذا قام بتكون صداقاتٍ جديدة في العمل أو إذا مارس هواية ما، وقد يعزز ذلك مزاجه أفضل من الحصول على العلاج. وفي مثل تلك الحالات، يمكن علاج الاكتئاب بتغيير الحالة.
الطريق إلى الشفاء من الاكتئاب:
على غرار اختلاف أعراض وأسباب الاكتئاب من شخصٍ لأخر، فإن طرق التحسن مختلفةٌ أيضاً. فما يفيد أحد الأشخاص قد لا يفيد آخرين، وليس هنالك علاجٌ واحد مناسب في جميع الحالات. فإذا لاحظ المرء أعراض الاكتئاب على نفسه أو على غيره، فيجب أن يأخذ بعض الوقت لاكتشاف خيارات العلاج المختلفة. وفي معظم الحالات، تتضمن المقاربة الأفضل مزيجاً من استراتيجيات المساعدة الذاتية، وتغيير نمط الحياة، ومساعدة الأخصائيين.
طلب المساعدة والدعم:
حتى لو كانت فكرة معالجة الاكتئاب صعبةً للغاية، لا يجب على المرء أن يجزع. فالشعور بالعجز واليأس هو من أعراض الاكتئاب، وليس حقيقة الوضع، وهي لا تعني أبداً أنه ضعيف أو أنه لا يستطيع أن يتغيّر! فمفتاح التعافي من الاكتئاب هو أن تبدأ بأمور بسيطة وتطلب المُساعدة. ويسرّع نظام الدعم المتماسك الموجود عند الحاجة من التعافي. كما أنّ العزلة تفاقم من الاكتئاب، لذلك يجب على المرء أن يحاول التواصل مع الآخرين، حتى وإن كان يشعر برغبةٍ في أن يبقى لوحده، كما يجب أن يجعل عائلته وأصدقائه يعرفون ما يعاني منه وكيف يمكن لهم أن يقدموا له الدعم.
إجراء التغيرات الصحية في نمط الحياة:
ليس من السهل دائماً القيام بإجراء تغيراتٍ في نمط الحياة، ولكن قد يكون لها تأثيرٌ كبير جداً على الاكتئاب. يمكن للمرء أن يتفحّص نمط حياته، ويفكر بالتغيرات التي يمكنه أن يفعلها لدعم التعافي من الاكتئاب. تتضمن استراتيجيات المساعدة الذاتية التي قد تكون فعالة في هذه الحالة ما يلي:
السعي لعلاقات اجتماعية داعمة
ممارسة التمارين والنوم بشكلٍ منتظم
تناول طعام صحي يعزز المزاج
السيطرة على الشدة النفسية
ممارسة تمارين الاسترخاء
تحدّي أنماط التفكير السلبية
تعلّم المهارات العاطفية والاجتماعية:
يفتقد الكثير من الناس للمهارات التي يحتاجونها للتغلب على الشدة النفسية والتواصل بشكلٍ مُرضي مع الآخرين، وقد تسهم تلك القيود في الاكتئاب، وهي مجموعةٌ من المهارات التي يمكن تعلّمها.
الحصول على مساعدة الأخصائيين:
يجب الحصول على مساعدة أخصائي الصحة النفسية إذا لم تكن التغيرات الإيجابية في نمط الحياة ودعم العائلة والأصدقاء كافيين. وهنالك العديد من الخيارات العلاجية الفعالة في تدبير الاكتئاب، بما في ذلك العلاج النفسي، والأدوية، والعلاج البديل. وتساعد معرفة هذه الخيارات في اتخاذ القرار بشأن أكثر الإجراءات فائدةً بالنسبة لحالة الشخص الذي يعاني من الاكتئاب واحتياجاته.
الأدوية:
يمكن أن تساعد الأدوية في تخفيف أعراض الاكتئاب عند بعض الأشخاص، إلا أنها لا تشفي في حد ذاتها، كما أن لها تأثيرات جانبية خاصة بها. يمكن أن تساعد معرفة وموازنة فوائد ومخاطر مضادات الاكتئاب في اتخاذ المرء قرار شخصي فيما إذا كانت هذه الأدوية مناسبة أو غير مناسبة.
مضادات الاكتئاب:
مضادات الاكتئاب هي أدوية تخفف من أعراض الاكتئاب. وقد تم تطويرها لأول مرة في الخمسينيات من القرن الماضي وتم استخدامها بشكل منتظم منذ ذلك الوقت. يتوافر اليوم ثلاثين نوعاً تقريباً من مضادات الاكتئاب وهناك أربعة أنواع رئيسية وهي:
ثلاثيات الحلقة
مثبطات أحادي أمين الأوكسيداز (MAOIs)
مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)
مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورأدرينالين (SNRIs)
مضادات الاكتئاب النورأدرينالية والسيروتونينية النوعية (NASSAs)
بعد ثلاثة شهور من المعالجة، ستبلغ نسبة الأشخاص المُصابين بالاكتئاب والذين سيتحسنون 50% و65% في حال إعطائهم مضادات الاكتئاب، مقارنة بحوالي 25 إلى 30% في حال إعطائهم الدواء الغفل أو البلاسيبو.
التأثيرات الجانبية:
ثلاثيات الحلقة:
من الشائع أن يسبب هذا النوع جفاف الفم، والارتعاش الخفيف، وتسرّع في ضربات القلب، والإمساك، والنعاس، وزيادة في الوزن. بالنسبة للكهول تحديداً، فقد تسبب التخليط؛ أي التشوش، والبطء في البدء والتوقف عن التبوّل، والإغماء بسبب انخفاض ضغط الدم، والسقوط. إذا كان المرء يعاني من مشكلةٍ قلبية، فقد يكون من الأفضل أن لا يتناول هذا النوع من مضادات الاكتئاب. قد يعاني الذكور من مشاكل وصعوبات جنسية. كما أن مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة خطيرة في حال تناول جرعة زائدة منها.
مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية SSRI
قد يشعر المرء بالتوعّك وبالمزيد من القلق خلال الأسابيع القليلة الأولى من تناول هذه الأدوية. كما أن بعض هذه الأدوية قد تسبب عسر الهضم، ولكن يمكن تجاوز ذلك من خلال تناولها مع الطعام. أما المشكلة الحقيقية فهي أنها قد تتداخل مع الوظيفة الجنسية. وهنالك بعض التقارير التي تظهر حدوث نوبات العدائية بسبب هذه الأدوية، على أن تلك النوبات نادرة الحدوث. تبدو قائمة التأثيرات الجانبية مقلقة، ناهيك عن المعلومات المذكورة ضمن المنشورات التي تأتي مع الدواء، على أن معظم الناس يعانون من القليل من التأثيرات الجانبية الخفيفة، هذا إن أصيبوا بأي منها أصلاً. عادةً ما تتلاشى التأثيرات الجانبية خلال بضعة أسابيع، وذلك إلى أن يعتاد الجسم على الدواء. ومن المهم أن يعرف المريض قائمة التأثيرات الجانبية التي يمكن أن تحدث نتيجة الدواء الذي يتناوله حتى يتمكنّ من إخبار طبيبه عنها في حال حدوثها. إن التأثيرات الجانبية الأخطر، والتي تتضمن مشاكل في التبوّل وصعوبة في التذكر والسقوط والتشوش، غير شائعة عند المرضى الأصحاء في سن الشباب أو منتصف العمر. ومن الشائع أن يفكر مرضى الاكتئاب بالانتحار أو بإيذاء أنفسهم، ولكن يجب أن يخبروا أطبائهم بذلك، وتتلاشى الأفكار الانتحارية ما أن تبدأ أعراض الاكتئاب بالتحسّن.
مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورأدرينالين SNRI
إن التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية مشابهة للتأثيرات الجانبية لأدوية SSRIs، مع العلم أنه لا يجب استخدام دواء Venlafaxine عند المرضى المصابين بمشاكل قلبية خطيرة. كما يمكن أن يرفع ضغط الدم، فيجب مراقبة ذلك.
مثبطات أحادي أمين الأوكسيداز MAOI
نادراً ما يوصَف هذا النوع من مضادات الاكتئاب في يومنا هذا. حيث يمكن أن تسبب هذه الأدوية ارتفاعاً خطيراً في ضغط الدم إذا تناول المرء أطعمةً تحتوي على التيرامين Tyramine. وفي حال وافق المرء على تناول هذا النوع من مضادات الاكتئاب فإن الطبيب يعطيه قائمة الأطعمة التي يجب عليه أن يتجنبها.
قد يبدو الأمر مثيراً للدهشة أن المرضى الذين يتناولون الدواء الغفل (البلاسيبو) يتحسنون، إلا أن هذا التأثير يحدث مع جميع الحبوب التي تأثر على شعور المريض، كما أن تأثير مسكنات الألم شبيهٌ بذلك أيضاً. إن مضادات الاكتئاب مفيدة، ولكن كغيرها من الأدوية، تنجم بعض تلك الفائدة عن تأثير الدواء الغُفل.
غالباً ما تتضمن العلاجات الفعالة للاكتئاب بعض أشكال العلاج النفسي. حيث يقدم العلاج النفسي وسائل لعلاج الاكتئاب والتعامل معه من زوايا مختلفة. وعلاوةً على ذلك، فإن ما يتعلمه المرء في العلاج يزوّده بالمهارات والبصيرة للوقاية من حدوث الاكتئاب مرة أخرى. تعلم بعض أنواع العلاج النفسي تقنيات عملية حول كيفية إعادة ضبط التفكير السلبي وتوظيف المهارات السلوكية في محاربة الاكتئاب. كما يمكن للعلاج النفسي أيضاً أن يساعد في فهم أصل المشكلة، مما يساعد بدوره على فهم شعورٍ معين، وما هي الأشياء التي تثير حدوث الاكتئاب، وما الذي يمكن فعله للبقاء في حالةٍ جيدة
الأربعاء ديسمبر 07, 2011 3:14 pm من طرف الصمت الحـزين
» فتاه عزباء تنام مع شاب ليله كامله فى غرفه واحده
الأربعاء ديسمبر 07, 2011 2:08 pm من طرف الصمت الحـزين
» انا جيييت نورت المنتدى
الأربعاء ديسمبر 07, 2011 2:01 pm من طرف الصمت الحـزين
» (ساقطون بالخط العريض)
السبت ديسمبر 03, 2011 6:51 pm من طرف الصمت الحـزين
» الْحَيــَـآهـ مَدْرَسَهْـ وَالْج ـــرْح أَحَد فُصُولَهَا
السبت ديسمبر 03, 2011 6:33 pm من طرف الصمت الحـزين
» النساء اولاً
السبت ديسمبر 03, 2011 6:22 pm من طرف الصمت الحـزين
» تمسك بخيوط الشمس
الأربعاء أغسطس 17, 2011 7:08 am من طرف admin
» بصمات تبكيني دما لا دمعا
الأربعاء أغسطس 17, 2011 7:04 am من طرف احساس طفلة
» قصة الفيلسوف والديك
الخميس يونيو 16, 2011 1:35 am من طرف admin